أن تصل إلى القمر كأول رائد فضاء عربي مسلم فذلك يعني أنه لا سقف للأحلام ولا حدود للمستقبل.. يعني أن تفاصيل الجمال عقد من النجوم والكواكب المضيئة.. أن تكون أول مؤسس لنادي طيران.. فذاك يعني أن التحليق هدفك والسمو سقف آمالك.. أن تكون متميزاً فذاك يعني أن تصنع مفهوماً جديداً وخلاقاً، ولا يتأتى ذلك إلا باستشراف للمستقبل، يأخذ في الاعتبار سلامة التخطيط الموصل إلى التميّز والخروج عن التقليد.. تلك طموحات الأمير سلطان بن سلمان، وذاك ما يدور في مخيلته حين تسلم راية «سوق عكاظ» وانطلق حاملاً لواءه بعد أن وضع الأمير خالد الفيصل بذرته وحصد ثماره على مدى عشرة أعوام.. قبل أحد عشر عاماً أوقد الفيصل شعلة سوق عكاظ.. تنقل بنورها حتى وصل بها للعالمية.. واليوم تسلّم الشعلة سلطان بن سلمان ليواصل مسيرة الفكر والثقافة، والانتقال للعالم الأول، وصياغة نجاح ليس للطائف فحسب، بل لوطن يزخر بإرث ضارب في جذور التاريخ. هذا العام نجح.. نعم نجح «سوق عكاظ».. لكن ليس كما أراد المسؤول الأول عن السياحة والتراث الوطني.. لن أتطرق للبرنامج الثقافي وعدم ارتقائه للمأمول.. لن أتحدث عن تكشيرة وجدها الضيوف عن اللقاء الأول.. بل سأعرّج على تكريم الفائزين والمشاركين ومسؤولي القطاعين الحكومي والأهلي.. والذين وجدوا أنفسهم في سباق مع الزمن خلال حفلة تكريم خجول.. أولئك الذين كانوا في نهاية المطاف على الهامش.. سأتطرق إلى كلمات الحفلة الخطابي التي نسي الناطقون بها أنهم على صخرة «سوق عكاظ».. فأداروا لسلامة النطق واللغة ظهورهم.. فنال منبر سوق عكاظ في ذاك المساء نصيبه من الأسى.. فقد وجد الأصوات من حوله نشازاً.. وتعرضت اللغة في حضرته للإهانة والتجريح.. أجزم وأقسم.. أن الأمير سلطان بن سلطان لن يرضى عما حدث في مساء التكريم الخجول.. ولن يرضى أن يتم رفض تكريم مسنات العمل الحرفي على الملأ.. وكأنهن وصمة عار في جبين السوق.. وما زاد الطين بلة أن تكريمهن جاء وراء الكواليس..! حتماً سيرفض سلطان التراث الوطني أن ينقل حفلة الختام بشكل عشوائي دون أدنى تطبيق لأبجديات العمل المؤسس المنظم.. فخلال الدورات السابقة للسوق كان التكريم راقياً ومنصفاً.. لكن على ما يبدو أن الكواليس تغيرت وغيرت معها ملامح التعامل.. وأخفت أحياء أبجديات الاحترام.. إن مفهوم «الإتيكيت» التنظيمي ليس فقط مفهوما حضاريا في رفاهية نقل الضيوف وتوفير السكن اللائق.. بل إنه بالدرجة الأولى رقي التعامل الإنساني فيما يعرف ب «آداب اللياقة».. «سوق عكاظ» ليس مناسبة شخصية، بل تاريخ ممتد لأكثر من قرن من الزمان.. ما لم يعرفه الزملاء في «سوق عكاظ» أن العلاقات العامة نشاط إداري واتصالي ينفذه أشخاص مهنيون ومؤهلون في هذا الجانب، لبناء سمعة المؤسسة من خلال برامجها، إما إبداعية أو تصحيحية مستخدمة (البحث _التخطيط _التنفيذ _المتابعة). ولعلي هنا ألقي باللائمة برمتها على إدارة السوق التي لم تحسن توزيع المهام وتعاقب بكل حزم المتابعين.. فلو كانت هناك متابعة يومية لكان الحال أحسن مما كان.. لكن أن تأخذك العزة بالإثم.. وتعتقد أن اليد الواحدة تصفق فذاك ما وقعت فيه إدارة السوق التي أبت أن تجعل من عملها مؤسسياً فكان الحصاد كما شاهد الجميع.. يا سمو الأمير.. ما حدث في إدارة «سوق عكاظ».. مجاملات.. محسوبيات.. وتقريب للأقارب.. وتوزيع للواجبات والمهام على أساس «الفزعات» فكانت النتيجة مخيبة لأمانيك وآمالك.. يا سمو الأمير.. أنت صانع السياحة في زمننا.. ونجحت بإتقان.. وأقترح كمحب للوطن قبل كل شيء.. أن نحلق في الأعوام المقبلة بإدارة للسوق تتوافق وطموحاتكم وتحقق رؤية الوطن 2030 والتي هي من واقع ما لمست صعبة.. بل مستحيلة على إدارة بهذا المستوى التنظيمي.. يا سمو الأمير.. حتما ستكون عكاظ 12 أجمل وأبهى بروحك.. وبهمتك العالية.. ولن ترضى أن تعلق أسماء الفائزين على قارعة طريق عكاظ.. فلم يعد لصحف الحائط اليوم مكان..