اختفت العمالة المخالفة من أماكن تجمعاتها المعتادة أمام مراكز مواد البناء بالمدينةالمنورة بعد انتهاء حملة «وطن بلا مخالف»، التي مددت شهرا إضافيا بعد انتهائها في الأول من شوال الماضي. «عكاظ» تجولت في بعض المراكز التجارية لمواد البناء، ورصدت عدم وجود التجمعات السابقة التي كان يقدر عدد الموجودين بها من 20 إلى 30 عاملا، ولم يتبق إلا العمال النظاميون الذين عبروا عن سعادتهم بهذه القرارات التي أصبحوا بعدها -حسب قولهم- يجدون عملا يوميا بعد أن كانوا يبقون أياما بلا عمل؛ بسبب مزاحمة العمالة المخالفة لهم، إضافة لكسرهم أجور العمل المتعارف عليها، مع عدم إجادتهم للأعمال التي يمارسونها. من جانبه، بيّن مدير أحد معارض الأدوات الكهربائية المهندس زاهد الحميقاني أنه وجميع من يعرفهم من العمال النظاميين مع الحملة قلبا وقالبا، مضيفا أن هذه أنظمة وقرارات بلد يجب احترامها والعمل بها، وهي من صالح الجميع، مؤكدا تأثرهم من العمالة المخالفة التي كانت تزاحم العمالة النظامية الخبيرة التي تعمل في المؤسسات التي يعملون بها، وهي بالتأكيد عمالة سائبة بلا خبرة ويكسرون أجور العمل لأنهم لا يتحملون أي رسوم كالنظاميين. وأشار الحميقاني إلى أن من فوائد هذه القرارات اختفاء التجمعات العمالية التي كانوا يشكلون من خلالها «التحالفات»، فقد كانت كل جنسية لها مجموعة لا يقل عدد أفرادها عن 30 شخصا، وكانوا يتنافسون على الزبائن لدرجة أنها تقع بينهم مشاجرات كبيرة بسبب ذلك التنافس. على صعيد آخر، يؤكد مندوبا المبيعات معتز خضر محمد وأحمد فرغلي أن هناك ضررا كبيرا جدا كانت تشكله العمالة المخالفة على السوق، وأنهما لا يريدان التعامل معها أبدا، وقد جاء هذا القرار ليريحهما منهم، ويعطي الأسواق استقرارا ومصداقية ومرجعية بدلا من الفوضى السابقة، وأضافا حتى لو تضرر السوق لعام أو عامين سيعود للاستقرار مع أنهما يستبعدان ذلك بسبب الركود الحاصل الآن في العقار والبناء. ويقول أبو علي اليماني: «البقاء للأفضل، وهذا القرار جاء في وقته لأنه في السابق قد اختلط الحابل بالنابل، ولم يعد العميل يعرف العامل الجيد من غيره». مضيفا «في السابق كان هناك الكثير من العملاء تضرر من العمالة السائبة، أما اليوم فلا يوجد في السوق إلا العمالة المؤهلة والمعروفة التي لا تقل خبرتها عن 10 أعوام». وكان المتحدث باسم شرطة منطقة المدينةالمنورة الرائد حسين القحطاني، كشف أن الجهات الأمنية بأفرع الأمن العام بمنطقة المدينةالمنورة تمكنت من القبض على 6944 مخالفاً لنظام الإقامة والعمل في شهري رمضان وشوال، ضمن الحملات الأمنية لتعقب مخالفي نظام الإقامة والعمل، إذ قامت شرطة المنطقة ودوريات الأمن وأمن الطرق بتسليمهم إلى الجهات المعنية. مؤكدا أن الشرطة مستمرة في تتبعها لمخالفي أنظمة الإقامة والعمل، في ظل الجهود المتضافرة مع إدارة جوازات المنطقة لتطبيق العقوبات المقررة بحقهم.