في حادثة التدافع في منى عام 2015م نشطت الميليشيا الإعلامية القطرية المرتزقة في الإعلام التقليدي وفي وسائل التواصل الاجتماعي بخلاياها الإلكترونية للتشكيك في قدرة السعودية على إدارة الحج وأن ما حدث كان بسبب سوء إدارة، وليس عملا جنائياً مفتعلاً، وركب في هذه الموجة بعض الشخصيات الدينية السعودية للأسف والمحسوبة على النظام القطري الغاشم، والآن وبعد أن منعت السلطات القطرية الحجاج القطريين من أداء مناسك الحج ومطالبتهم الصريحة بتدويل الحرمين الشريفين ونزع السيادة السعودية منه؛ تبينت الأهداف البعيدة التي كانت تعمل عليها الدوحة بالمشاركة مع نظام الملالي في طهران والذي كان هذا مطلبه منذ اندلاع الثورة في إيران ويقاسمهم الأمر نفسه نظام المقبور معمر القذافي. كانت تلك الأنظمة الثلاثة يجمعها الحِس الثوري والخروج عن القانون الدولي وإدارة أنظمتهم السياسية بطريقة العصابات، وقد اتفقت جميعها على هدف واحد وهو نزع الرمزية في شرف تقلد المملكة العربية السعودية في رعاية وخدمة الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن وبالتالي مزاحمتها على زعامتها وقيادتها للعالم الإسلامي. من كان يتصور أن يصل العهر السياسي من النظام القطري الغاشم بأن يحول بين حجاج بيت الله وأداء هذه الفريضة العظيمة لأسباب سياسية لا علاقة للحجاج القطريين بها من قريب أو من بعيد وذلك من خلال الادعاء الكاذب بأن هناك منعا وتضييقا على الحجاج القطريين الأشقاء من قبل السلطات السعودية مع أن النظام القطري وأقطابه يدركون جيداً بأن الحكومة السعودية وطوال ثماني وثلاثين سنة من قيام الثورة الإيرانية لم تقم بأي عمل من شأنه أن يحول بين الحجاج الإيرانيين وأداء مناسك الحج مع أن هناك أحداثاً مؤسفة وإرهابية كان النظام الإيراني خلفها ومع ذلك وقفت السعودية بشراسة وطوال هذه المدة ضد فكرة تسييس فريضة الحج، ووقفت الدولة السعودية بقيادتها المتعاقبة ضد النظام الإيراني وملاليه كيلا يتحول موسم الحج إلى بازار سياسي وتشويه قدسية المكان والزمان، ومع هذا كله يعمل النظام القطري وأبواقه في الداخل والخارج وأمام المؤسسات الدولية لإشاعة أكذوبة أن المملكة تحاول أن تسيّس الحج؛ وذلك كله من أجل أن تهرب من أزمتها الخانقة جراء فرض العقوبات الاقتصادية عليها من قبل الدول العربية الأربع، وأصرت على أن تزج بالشعيرة الدينية العظيمة في أفون الأزمة السياسية للهروب من الحل الأسهل إلى التشعب في مساحات معقدة ستطيل الأزمة وستعمق ضرر النظام السياسي القطري والأضرار التي ستلحق بالشعب القطري الشقيق. كان من الأسهل على النظام القطري ورموزه أن يعلن ببساطة التخلي عن الإرهاب وعن تمويله ويتخلى عن الأوهام والأحلام الكاذبة في السيطرة على الأنظمة السياسية في المنطقة وزعزعتها وبث القلاقل فيها بدلاً من أن يقفز على ذلك ليحرم مواطناً مسلماً من أداء شعيرة الحج وهو الذي لم يفعله أشد الطغاة في التاريخ إلا أن القائمين على السياسة في الدوحة يأبون إلا أن يسجلوا نقطة عار في تاريخهم تضاف إلى المواقف المخزية السابقة لهم والتي كان من نتائجها سفك الدماء وانتهاك الحرمات.