حل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يقود وساطة لحل الأزمة القطرية، ضيفا عزيزا على السعودية أمس الأول، إذ استقبله وأكرمه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في جدة، كرئيس دولة إسلامية، تحرص الرياض على تعزيز علاقاتها معها وتحترم دورها في المحيط الإسلامي، إلا أنه وبحسب مصادر خليجية فإن فرص نجاح وساطة الرئيس أردوغان الذي زار الكويتوقطر أمس (الاثنين) تبدو ضئيلة لعدة اعتبارات إستراتيجية، من أهمها أن قطر أجهضت أساسا الوساطة الكويتية من خلال تسريبها مطالب الدول الرباعية الداعية لمكافحة الإرهاب، عبر إعلامها القطري، فضلا عن استهتارها بالأعراف الدبلوماسية لدور الوسيط. وقالت المصادر ل«عكاظ» إن الدول الرباعية لن تتنازل على الإطلاق عن مطالبها الشرعية والعادلة التي قدمتها لقطر، بل ستتخذ كل الإجراءات والتدابير السياسية والاقتصادية والقانونية بما يحفظ أمنها. والشيء الأهم هو أن تركيا تعتبر غير محايدة في الأزمة القطرية، نظرا لمواقفها المعلنة التي اتخذتها منذ بداية الأزمة لصالح قطر، فضلا عن إرسالها قوات تركية لتعزيز وجودها في القاعدة العسكرية في الدوحة. ولكن هذا لم يمنع على الإطلاق استقبال السعودية للرئيس أردوغان، لأن الرياض تنظر لعلاقاتها من تركيا من زوايا إستراتيجية واسعة، وليس من زوايا ضيقة على غرار قطر والتي تنظر فقط لمصالح نظامها وليس لمصالح شعوب الأمة العربية والإسلامية، إذ تجسد ذلك عبر دعمها للإرهاب واحتضان التنظيمات الإرهابية وتمويلها والارتماء في حضن النظام الإرهابي الفارسي. وأثبتت سياسات النظام القطري أنها تسعى لتدمير مقدرات الأمة وتفتيت منظومة التعاون الخليجي، إضافة إلى زعزعة الأمن العربي والاسلامي، والتنصل من العهود والمواثيق التي وقعها تميم أمام قادة دول مجلس التعاون، التي نأمل أن يكون الرئيس أردوغان قد اطلع عليها وتحديدا توقيعه على اتفاقية 2013 و2014.. لقد أفسحت الدول الرباعية المجال لكل الوساطات، إلا أن حقبة الوساطات التجميلية انتهت، وتبقى الوساطة الكويتية التي تحترمها السعودية. فيما قوضت قطر وتعمدت الإضرار بمصالح شعوب المنطقة، بما فيها الشعب القطري. وأفشلت كل المساعي والجهود الدبلوماسية لحل الأزمة، الأمر الذي يؤكد تعنتها ورفضها لأي تسويات، ما يعكس نيتها على مواصلة سياستها الهادفة لزعزعة استقرار المنطقة.