لم تكد تنقضي أيام على انتقادات المثقفين لآلية دعوة واستقبال ضيوف سوق عكاظ 11، حتى تجدد ألم نخب ثقافية مشاركة في فعاليات السوق طوال 10 أيام، إذ عدّ البعض استئثار أعضاء من جامعة الطائف بإعلان أسماء الفائزين بجوائز السوق من الافتئات على اللجان العاملة، كون جميع المحافل الدولية تمنح لجان التحكيم حق التقييم وتحديد الدرجات وترتيب الفائزين وإعلان أسمائهم، إلا أن اللجان العاملة في سوق عكاظ حرمت من حقها في التكريم، ولم يوفق المنظمون في تجميل الساعات الأخيرة من مشهد الختام عندما وضعوا على مدخل الخيمة الثقافية أسماء من يحق لهم الدخول على طريقة أنشطة المدارس الابتدائية، ولم تتوقع لجنة تحكيم مسابقة مسرح عكاظ أن تساء معاملتهم في حفلة الختام، وتحفظ أعضاؤها القادمون من الإمارات والبحرين وتونس ومصر على إسقاط حقهم في إعلان النتائج وإهمالهم من التكريم في نهاية فعاليات السوق، برغم أنهم عملوا بشكل يومي لمدة 10 أيام على تقييم وتحكيم المنافسة المسرحية. وعدّ الروائي عبدالعزيز الصقعبي تجاوزات المنظمين من الأمور المؤسفة، خصوصاً أن أعضاء لجنة تحكيم المسرح ضيوف رسميون ومنهم أكاديميون وكتاب وممثلون مبرزون، ما سينعكس على انطباعهم السلبي عن المنظمين ويتعذر قبولهم لدعوات مماثلة في دورات مقبلة، وأبدى الصقعبي أسفه أن يعلّق المنظمون أسماء المكرمين على ورقة ويلصقونها في مدخل الخيمة، ويطلب المنظمون من المدونة أسماؤهم الدخول ومن لم يجد اسمه فلينصرف لأنه لا مكان له، تحت ذريعة أن خيمة الحفلة الختامية محدودة المساحة. فيما عزا عضو اللجنة الثقافية لسوق عكاظ الدكتور عائض الزهراني ما وقع من ربكة إلى اجتهادات نوايا حسنة، مؤكداً أن الجميع حريصون على نجاح التنظيم وتسجيل إشادة وكسب إعجاب، إلا أن القصور وارد، لافتاً إلى أن حسن استقبال أي ضيف وحسن توديعه مما يسكن ذاكرته ولا ينساه ويدفعه إلى التماس العذر لما وقع من خلل وتقصير في بقية التفاصيل. من جهته، أوضح رئيس اللجنة الإعلامية لسوق عكاظ فالح الذبياني، أن ما تم تسجيله من ملاحظات على تنظيم الختام مسؤولية المنظمين، وكشف أن رئيس السوق عبدالله السواط أكد له أنه لم يتم منع أي ضيف إلا أن مساحة خيمة حفلة الختام كانت محدودة المساحة. يذكر أن نقداً حاداً طال تنظيم فعاليات سوق عكاظ 11، بسبب اجتهادات غير موفقة أثارت حفيظة مثقفين، منها أن الدعوات للمشاركة والحضور ذُيّلت باعتذار عن توفير السكن والتذاكر، فيما استبدلت تذاكر المدعوين القادمين من الرياض والشرقية بتذاكر سياحية، علماً بأن المتعارف عليه حجز تذاكر سفر الضيوف على الدرجة الأولى، ورجال الأعمال، ولم يخف مشاركون ومدعوون تبرمهم من المسافة الفاصلة بين إسكان الضيوف وموقع السوق، فيما برر بعض العاملين في اللجان ما وقع من إشكالات إلى تعدد الجهات المشرفة على السوق، ومنها محافظة الطائف، والغرفة التجارية، والجامعة، وهيئة السياحة والتراث الوطني، في ظل عدم التنسيق وافتقاد المنظمين إلى آلية لتوحيد الجهود من خلال غرفة عمليات موحدة.