عندما تقرر أن تغير أمراً ما في حياتك أو أن تَتَّخِذ قراراً حاسِماً فيها، تصاب بحالة من الخوف والقلق والمقاومة لهذا التغيير الذي تعتقد في حينها أنه سيزلزل أمن واستقرار حياتك. فكيف تتعامل معه وكيف تَتَقبله؟ وهنا سوف أذكر لكم تجربتي حينما قررت وبكل حزم أن أترك عملي السابق الذي كانت علاقتي به «علاقة عشق» أكثر من كونه عملا أقوم بواجبي تجاهه، فلقد كنت أتحضر كل صباح للقائه، وأستاء في اليوم الذي لا تنتظرني فيه كومة من الأعمال التي أنجزها، كنت أنفصل عن كل شيء، بمجرد ما أن أضع قدمي على بوابة العمل، حالة شعورية تصيبني في ذاك الوقت لا أستطيع وصفها. استمر هذا العشق لعدد من السنوات، ولكن دق ناقوس الرحيل في داخلي عندما شعرت أن الشغف تجاهه بدأ يتلاشى ويخفت، أصبحت فكرة الرحيل تؤرق منامي، فكيف لي أن أترك جزءاً من روحي داخله، وكيف أترك نجاحي وإنجازي، وفريق العمل الذي كنت أعمل ضمنه والذي صقلني وأكسبني العديد من الخبرات والمهارات، أن تكون في بيئة عمل ذات جودة عالية ومتطورة، وتعمل ضمن فريق ناجح وتتركه في أوج اشتعال النجاحات كان ذلك «قراراً جنونياً» خصوصاً في ظل «شح الوظائف» الذي نعيشه اليوم، وأن تترك فرصة وترمي بنفسك للمجهول كان ذلك أكثر صعوبة.. لكنه تم. لا أخبركم عن كم الحزن والكآبة التي أصابتني حينها وأنا من اخترت، لكني كنت مؤمنة أن رسالتي في هذا المكان قد انتهت، وعليّ أن أسعى لهدف آخر من أهدافي، وأعانق حلماً جديداً من أحلامي، وصار ما كان والحمد لله أنا اليوم أمارس نجاحاً آخر في طريقٍ آخر، واكتشفت في نفسي وفي العالم من حولي أشياء أعظم، وأنا مؤمنة أن القادم أجمل بكثير مما أتوقع. فبعض القرارات على الرغم من صعوبتها إلا أنها تفتح لك بوابات لا تتخيلها، لذلك لا تَكُن أسيرا لشيء، دائما كن متقبلا للأحداث التي تفرض عليك أو أن تجازف لخوضها، أبدا لن تتوقف الحياة على عمل أو على تجربة من تجارب الحياة، فدائما الحياة كريمة وكرمها يزداد مع الأشخاص المستعدين والمجتهدين، اسع بكل ما فيك وسوف تجد نفسك تغرق بكرمها.