m2makki@ تزداد عاما بعد عام ظاهرة استخدام الأسلحة النارية والمواكب والمسيرات في حفلات الزواج على رغم تحذيرات وزارة الداخلية بمنع استخدام الأسلحة، إلا أن هذه الممارسات باتت موجودة بكثرة في موسم الزيجات في الصيف، وربما يعود هذا التزايد المستمر لتلك الظاهرة إلى التساهل في تطبيق الأنظمة والقوانين في كثير من المناطق والمدن والمحافظات بحق المخالفين، وسط مطالبة المواطنين بضرورة الصرامة في تطبيق الأنظمة والقوانين، معتبرين أن ذلك سيمنع مثل هذه الممارسات الخاطئة التي تشكل قلقا وإزعاجا لهم. وحول تلك الظاهرة، بدأت مناسبات الأعراس أفراحا وتحولت إلى أتراح بتصرفات لا مسؤولة من أشخاص خرقوا الأنظمة والقوانين مسببين مآسي لم تفلح السنين في مسح آثارها ودمل ذكرياتها المؤلمة، وعلى رغم ذلك فإن ثقافة إطلاق النار في حفلات الزواج ما زالت السائدة في ظل جهل بعض أفراد المجتمع بمخاطرها وعدم حزم الجهات المختصة في الحد من هذه الظاهرة. وعبر عدد من الأهالي عن استيائهم من تكرار أحداث إطلاق الأعيرة النارية في الأفراح والمناسبات والاحتفال بالزواج من بعض الشباب والمراهقين، دون اكتراث بالأنظمة التي تجرم هذه الممارسات، أو خطورتها التي قد تصل لتحويل الفرح إلى كارثة. وروى شهود عيان ل«عكاظ» أن آخر أحداث هذه الممارسات الخطيرة عندما تتجمع عشرات المركبات في مسيرة ترافق العريس وسط الشوارع العامة والطرق ويتوسطها شباب يخرجون أجسامهم من فتحات سقف المركبات والنوافذ متوشحين الأسلحة النارية (الرشاشات والبنادق)، ويطلقون الأعيرة المشتعلة في السماء في مشهد يؤكد عدم المسؤولية، وعدم تقدير العواقب. وأوضح محمد القاضي بقوله: «إن تهاون المحافظة والشرطة هو سبب تفشي هذه الظاهرة في كل محافظات المنطقة، إذ تمر الدوريات من أمام قصور الاحتفالات وأماكن إقامتها ولا تحرك ساكنا»، مطالباً بتفعيل دور الدوريات الأمنية وردع هذه الظاهرة المقلقة وعدم التمييز ما بين زواج فلان وعلان. ودعا مواطن آخر إلى ضرورة تطبيق الأنظمة على المخالفين حتى لو اضطرت الجهات الأمنية إلى القبض على العريس ليلة عرسه ووضعه وراء القضبان حتى يكون عبرة لغيره. كما طالب المواطن معاذ حمود الإعلام بمختلف وسائله بتوعية المجتمع بخطر تلك الظاهرة. وطالب الأهالي الأجهزة الأمنية بالمنطقة بتشديد الرقابة والإجراءات حول مثل تلك الممارسات الطائشة، ومنعها، وملاحقة مرتكبيها، وتقديمهم للجهات المختصة، مع عدم السماح لأصحاب الأفراح بتنظيم ما يسمى بموكب العريس، الذي عادة يغلق الطرق، ويسبب إزعاجا لعابري الطريق. وفي هذا الصدد، يقول عدد من المواطنين إن ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية في المناسبات المختلفة، خصوصا الأعراس، ثقافة موروثة منذ القدم، إذ يقوم أصحاب العرس بذلك إما للتفاخر أو ترحيبا بالضيوف، وفي أغلب الأعراس قد تطلق أعيرة نارية بالآلاف وقد يصاب بعض الحاضرين برصاصات طائشة نتيجة انحراف أو انزلاق السلاح الناري من يد أحدهم، أو نتيجة رجوع الرصاص. معتبرين أنها ثقافة سلبية تحتاج لعلاج جذري حتى لا تؤذي الأنفس وتحيل الأفراح إلى أتراح.