ظل مصطلح المرتزق طويلاً ملازماً لمن يجري تجنيده ليقاتل في نزاع مسلح أو يشارك في أعمال قتالية كما ورد في الملحق الأول الإضافي إلى اتفاقيات جنيف الموقعة 1949م لحماية ضحايا المنازعات الدولية، لكن مع تطور الحروب وتعدد أشكالها تعددت أشكال المرتزق، وأضحى هناك مرتزق إعلامي وثقافي وسياسي وغيرها من الأشكال. وللاسترزاق تاريخ طويل فقد كثر استخدامهم بين القرنين الثاني عشر والسادس عشر من قبل الحكام لحماية دولهم وكانت تدر أموالاً طائلة، لكن ومع وصو حمد بن خليفة آل ثاني للحكم منقلباً على والده وبمساعدة حمد بن جاسم آل خليفة ظهر نوع من المسترزقين الإعلاميين والذين يعملون من أجل مصلحة جيوبهم ولا يهمهم كيف تسير الأوضاع، وليس لهم ملة أو دين أو ضمير رادع بل لا يرون سوى الدولار سيدا مطاعاً. هؤلاء المرتزقة الذين هربوا من أوطانهم وخصوصاً من عرب الشمال وعرب شمال أفريقيا اتجهوا إلى لندن والعواصم الغربية وترعرعوا فيها وحملوا جوازاتها ليصبحوا مرتزقة عابرين للقارات ويحملون الدمار بأيديهم وأقلامهم وألسنتهم، وقادرون على الصراخ صباحاً ومساء، لكن مثل هؤلاء هم مخترقون بسبب تصريحاتهم التي ينطقونها بين الفينة والفينة الآخرى لتكشف حقيقة ارتزاقهم وزيف تترهاتهم. ومن أبرز هؤلاء المرتزقة هم العاملون في فلك قناة الجزيرة الإعلامية، الأفعى التي تبث سمومها منذ 1996م، ويعمل بها جيش من المرتزقة يتصدرهم حالياً ياسر أبو هلالة وجمال ريان وخديجة بن قنة وفيصل القاسم وأحمد منصور وغيرهم، ويتداول المغردون مقطعاً يظهر الأبجديات التي يعملون عليها هؤلاء المرتزقة في ساحات الإعلام، وظهر مقطع لمقدم برنامج الاتجاه المعاكس فيصل القاسم الذي أكد فيه ارتزاقه في مجال الإعلام وأنه في حدوث مشكلة لا سمح الله فلديه جواز بريطاني يسمح له بالعودة للبحث عن من يمنحه فرصة الارتزاق. وفي مقابلة لفيصل القاسم يتذكر فيها أول حلقة في برنامجه "الاتجاه المعاكس" قال في تلك المقابلة "أتذكر أول حلقة في البرنامج (أي الاتجاه المعاكس- أنه بعد جهد جهيد اخترنا حلقة عن مجلس التعاون الخليجي وقلت في نفسي: في واقع الأمر سأقدم حلقة قوية جداً وليحدث ما يحدث، في نهاية المطاف لدي جواز سفر بريطاني أستطيع أن أعود إلى بريطانيا حيث جئت" وفي تلك المقابلة لخص أركان الاسترزاق التي يمضي عليها ورفاقه وهي التفكير جيداً في موضوع يقلق الأشقاء، ويتسم الموضوع بالقوة ليحدث الشقاق، ويتميز ذلك بالحساسية العالية، ويكون قادراً على الفتك بروح الأخوة، كما حدد خطوط هروب المرتزق من المأزق وهي أن يحمل جوازاً أجنبيا، ويعود من حيث أتى، في الوقت الذي يشاء، ويترك الأشقاء يكتوون بنار ذلك الموضوع.