العيد تتويج لمرور عام كامل من الحياة والعمل، وتعبير عن الفرح بالإنجاز، ومن لم ينجز لن يشعر بالفرح الحقيقي! وتكون مشاركته فرح الآخرين ظاهرية وفي داخله يعتصر ألماً، وشهر رمضان مناسبة سنوية عظيمة، تعبدية بالصيام عن الطعام من الفجر وحتى غروب الشمس، حيث فرحة الإفطار، ومع حلول عيد الفطر تمتلئ النفس بالحبور حيث نرى الجميع منشغلين بالاستعداد لأداء صلاة العيد، سواء فى «المشهد» حيث الأرض الفضاء، أو في الجامع القريب، وبعد أداء الصلاة والاستماع للخطبة، يتبادلون التهاني، ويتزاورون، ويكتمل جمال العيد بتوزيع العيديات للصغار، وإهداء المحتاجين بما تجود به النفس، وكذلك العمال ومن فى حكمهم. والأهم بعد هذا الشهر الكريم أن نستمر بنفس الروح الإيمانية، فأشهر السنة الباقية هي امتداد لحياة الإنسان، يُكمل بها عاماً من عمره المحدود، الذي مهما طال لن يتعدى سنين عدداً، والعاقل هو من اكتسب من شهر الصيام ما يعينه على قضاء بقية السنة بنفس الروح الإيمانية بالمحافظة على أداء الصلوات في أوقاتها والقيام بأعمال وظيفته أو عمله أو حرفته أو مهنته بكل إخلاص وإتقان، والتمسك بالقيم والأخلاق، وملء الوقت في ما هو مفيد، وإحسان تربية الأبناء. الأمة الإسلامية وشبابها بأمس الحاجة إلى التفرغ للاطلاع والدراسة والابتكار والاختراع والنبوغ والتصنيع في كافة مجالات التقنية والميكانيكا، بعد أن أصبحنا مجتمعات استهلاكية نستورد كل شيء، بل أصبحنا نعتمد على غيرنا في تنفيذ حاجياتنا، خصوصا الحرفية منها، رغم أننا تعلمنا أن الأنبياء اشتغلوا في النجارة والحدادة والبناء وغيرها، ولم تأت ثقافة «العيب» التي تسببت في عزوفنا عن كافة المهن والحرف إلا نتيجة تركنا للقراءة والاطلاع والفهم الصحيح.