وسط ركامات الأحزان ..ولهاث البحث عن لقمة العيش ..والشعور المحبط بالتوتر والقتل واللهب الذي يسود أجزاء كثيرة من عالمنا العربي ..يبحث الانسان عن لحظة الفرح ..يشتاق للفيء ..والابتهاج ..ويركض أبداً محملاً بالأماني بأن يجد فسحة الأمل ..والرضا. يظل الفرح ..هو الاشراقة الأغلى التي تضج في النفس فتملأها بالحبور .. وتقودها للحب ..والالتفاف ..ويصبح الفرح مثل شجرة اللبلاب التي تستظل بها المشاعر.. والتطلعات ..ويكون النافذة الأحلى التي نطل منها على ساحات السعد..وواحات الأمل. ولهذا يظل - العيد- فرصة غالية للهروب من زحام الحياة ..وتعب الأيام.. نستقبله بالابتسامات ونستريح على شواطئه ..نلقي برؤوسنا على صدره ..ونتوسد نبضه.. وأحلامه.. ونتهجى أبجدية أيامه..ولياليه.. وهي تملأ ضلوعنا بالهتاف والفرح. هذا العيد السعيد ..نقترب منه.. ويقترب منا ..نستعد له بالتهاني والتمنيات ..ونعد له كل جديد ..وجميل ..نصنع مواكب الفرح ..ونمضي مع الناس.. فالفرح الحقيقي أن تتوحد الابتسامات ..والزهو بأريج العيد.. بعد شهر عظيم فزنا فيه بتوفيق الله بالتوبة ..والرجاء ..والدعاء وغسلنا فيه قلوبنا من الغل ..والحسد.. والاحتدام.. وتعلمنا أدب التسامح.. والصبر.. والصفح.. وعرفنا قيمة الحب.. والصفاء..والالتفاف. في هذا العيد ..تتوج ابتسامات الأطفال الأنقياء الشعور بالفرح ..تكون هي التاج الأبهى والأحلى والأبقى. هذا الشعور بالفرح ..والسعادة ..يجب الا ينسنيا أولئك المحرومين ..والمحتاجين ..الذين أدماهم العوز وأبكتهم الحاجة ..وظل الانكسار يكسو وجوههم والألم يعتصر نفوسهم فغابت إبتساماتهم ..وتواصلت دموعهم ..وتوالى نزفهم. دعونا نرفع رايات الالتفاف مع هؤلاء الذين قست عليهم ظروف الحياة..دعونا نسارع إلى مسح دموعهم..وأوجاعهم ..ونزرع الابتسامة ..والرضا..ليعيشوا معنا أفراح العيد. العيد.. أن نفرح جميعاً ..وأن نسعد جميعاً وأن نداوي جراحاتنا جميعاً. العيد.. أن نعمل على التئام الجراحات ..وأن نشاطر من أفقدهم المرض فلازموا الأسرَّة البيضاء ..ومن أثقلت الغربة كواهلهم بعيداً عن أهلهم وأوطانهم. العيد ..يجب أن يكون لنا جميعاً ..وأن نمد أيدينا للناس ..كل الناس.. كل عام وابتسامتكم بخير. آخر المشوار قال الشاعر: والأفق يشتف من عينيك روعته ويرقص الكون والأبصار تنبهر لو تضحكين يحن الناي والوتر ويهطل الطل حتى يورق الحجرُ