الطقوس هي جملة من الأفعال التي تودي في أوقات خاصة للدلالة على قيمتها المعنوية، وقد تكون تلك الطقوس دينية أو فردية أو جماعية وتختلف عن بعضها إلا أنها تتفق في أنها غريبة. وفي منظماتنا العامة توجد الطقوس من نوع آخر وهي تلك المبتدعة في كل مجال للعمل لدينا والتي أصبحت من أساسيات لا يمكن العمل بدونها، ومنها رائحة البخور المنتشر في أروقة المكاتب والقهوة العربي التي تساعد على تعديل مزاج العاملين ووقت الفطور الذي أصبح بحد ذاته وقتا مستقطعا من وقت العمل الرسمي والاهتمام بالمظهر العام أكثر من الاهتمام بما يقدم للمراجع من خدمة، لدرجة أصبحت بعض المكاتب وكأنها دور للضيافة «مقلط» للدوام تقدم فيه خدمات مع وجود العبوس أو التجهم لدى البعض ناهيك عن احتمالية وجود «المضيف» أقصد الموظف الذي جرت العادة أن يحضر بعد الدوام وينصرف قبل نهاية الدوام أو انشغاله باجتماع يبدأ ولا يعلم متى ينتهي، ويظل المراجع على أمل أن يجد الموظف وإن وجده أخبره أن المعاملة لم تستكمل إجراءاتها أو أنها تنجز إلكترونيا فما الداعي من وجود العناصر البشرية، ولماذا لا يتم استبدالها بألواح إلكترونية؟ وكأن تلك المكاتب باتت شكليات للعمل وليست ضروريات. السبب في قصور الإنتاجية ليس في تلك الساعة التي تحدث عنها وزير الخدمة المدنية السابق، وإنما في اهتمام الموظفين بتلك الطقوس وباتت كأنها من المسلمات التي لا يمكن النقاش فيها بدون تعميم هناك من يعمل وينتج لكن أيضا في ظل تلك الطقوس التي لا بد أن تستبدل بحلول منطقية وذكية. قد يجد البعض أن في الحديث مبالغة، ولكن ما هي إلا صورة تقريبية نحاول من خلالها إسقاط الضوء على بعض التصرفات التي تمنع من إنجاز العمل وتقلل من الإنتاجية. كل ما نحتاج الآن هو وضع خطة حتى نحصل على الموظف القدوة من خلال ما يعرف بمنظومة العمل الذكي. التي تقاس بالخطوات وتحسب بالنتائج. [email protected]