«قرقع قرقع قرقيعان يا أم اقصير ورمضان، عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم ويرجعكم لهاليكم»، عبارات رددها أطفال الأحساء وهم يركضون بلهفة طلباً للحلوى والهدايا في ليلة «الناصفة» من رمضان، إذ حولت حرارة الأجواء احتفالاتهم إلى المجمعات المغلقة التي اكتظت بالأطفال المتزينين بالثياب الخاصة بالقرقيعان بحضور الفنانين «طفاش وجسوم» من مملكة البحرين لإحياء هذا الموروث الشعبي بتنظيم مجلس التنمية السياحي في الأحساء. وأوضح المشرف على هذه الاحتفالية أحمد الغزال أن الحفاظ على الطقوس الرمضانية له طعم مختلف، الأطفال جمعوا الحلوى والمكسرات ورددوا أهازيج مشهورة بالمنطقة الشرقية، مبينا أن مسمى القرقيعان لفظ عامي مأخوذ من قرع الباب، وذلك لأن الأطفال يقرعون أبواب البيوت في هذه المناسبة، في حين يذهب آخرون إلى قرقعة الحلوى تسمع داخل سلة مصنوعة من سعف النخيل. وبين الغزال أن مثل هذه الفعاليات ترفع من أسهم الأحساء في جذب السياح داخليا. وردد منشدو الأحساء الأهازيج الشعبية على خشبة المسرح مع الأطفال المرتدين للملابس التقليدية، إذ بلغ عدد الحضور أكثر من 20 ألف شخص، بوجود عدد من مسؤولي الجهات الحكومية، وارتدت الفتيات الصغيرات ما يعرف ب«الملفع» وهو حجاب مطرز بالزري الذهبي والفضي والجلابيات المحاكة بالزخارف والنقوش الملونة، في حين يجوب آخرون الممرات والطرقات ويطرقون الأبواب بسعادة كبيرة في ألفة ومحبة فيجمعون نصيبهم من «القرقيعان»، ويتناولونها برفقة بعضهم البعض. ويعتبر «القرقيعان» من أبرز العادات الرمضانيَّة في المنطقة الشرقية والخليج، وتحرص البيوت على صنع الفرحة في قلوب الأطفال، إذ تستعد مبكرا للاحتفال بهذه المناسبة، من خلال شراء مستلزمات هذه الليلة من مكسرات وحلوى تغلف تغليفاً خاصاً يتمكن من خلالها الأطفال من حملها على صدورهم.