ما إن أعلنت السعودية ومصر والإمارات والبحرين، وغيرها، قطع العلاقات مع قطر، إثر تصريحات غير مسؤولة نقلتها وكالة الأنباء القطرية على لسان تميم بن حمد، ينتقد فيها العداء الأمريكي تجاه إيران، حتى انبرى مذيعو قناة الجزيرة القطرية «المأفونة»، والمحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، لتنفيذ أجنداتهم المشبوهة، ونهش الأيادي التي طالما امتدت بالتسامي والتسامح والتغاضي مرات تلو أخرى، إلى أن طفح الكيل. ولم يخجل مذيعو الجزيرة من الرقص على جميع الحبال، حسب تغير المواقف، وتبدل السياسات، طالما أن ذلك يصب في صالح أجندات أسيادهم، إذ لم يدخروا جهدا في الدفاع عن أمراء قطر الذين آلوا على أنفسهم أن يكونوا الأداة التي يضربون بها وحدة الخليج والوطن العربي، لزعزعة أمن واستقرار المنطقة برمتها، بما يقدمونه من دعم مادي ولوجستي للجماعات الإرهابية في كل أنحاء العالم. ولم يكتف مذيعو الجزيرة، وعلى رأسهم الإخواني المصري الفار من بلاده، أحمد منصور بالظهور على الشاشة الصفراء، منفذا تلك المخططات السوداء، ليخرج على صفحته في تويتر، متقيئا ما بقي في جوفه من حقد وكراهية لأبناء السعودية والخليج ومصر، غارسا أنفه الغليظ في القضايا الخليجية، بل ومنصبا نفسه مدافعا عن الدولة التي تؤويه وأمثاله من مرتزقة الإعلام، مبشرا الشعب القطري بقدوم الجنود الأتراك إلى الدوحة، وموجها نصيحته للمملكة ودول المقاطعة، بعدم التورط في ما أسماه «مقامرة غير محسوبة»، دون أن يجرؤ على توجيه كلمة واحدة لحكومة أسياده وأولياء نعمته، ممن يضخون ملايين الدولارات في الحسابات المشبوهة لصالح العمليات الإرهابية هنا وهناك. ولم يقبل بعض المغردين القطريين بسفاهات منصور، وقابلوها باستهجان كبير، بعد أن ضمن تغريدة بشارة للقطريين بقدوم الجنود الأتراك لحماية الأراضي القطرية، ليرد عليه المغرد محمد عبدالرحمن بتغريدة قال فيها: أيها الشاذ الأفاق أحمد مأفون.. من أعطاك الحق بأن تتحدث باسم القطريين، وكيف تسمح لنفسك بأن تبشرنا بوجود عثماني وفارسي على أرضنا، منهيا تغريدته بقوله: «ليت قطر تتحرر من قذافي الخليج». ثم ألحقها بتغريدة أخرى أشد قسوة عن سابقتها، قائلا: فرحتك بوصول الجنود الأتراك بأسلحتهم قرب قصر الدوحة، تجعلنا نظن أنك ستعمل راقصا أو مطربا أو أشياء أخرى في معسكراتهم. في حين، ذهب المذيع الفلسطيني الأصل الأردني الجنسية جمال ريان إلى جانب آخر، حين غرد في حسابه على تويتر قائلا: يتشفى الإعلام المصري بالخلافات بين الإخوة الخليجيين، واصفا إياه بأقذع الألفاظ. فيما رد المغرد علي عبدالرزاق قائلا: «للأسف أنت وأمثالك يا جمال، تصفون أي إعلام يعادي الإخوان المسلمين ويناهض أفكارهم السوداء، بأنه إعلام غير نزيه، وهذه مشكلتكم الأبدية». ولم تخرج المذيعة الجزائرية خديجة بن قنة عن النسق ذاته، بل زادت الطين بلة، حين اعتبرت أن الدول التي أعلنت مقاطعة قطر لا تمثل ثقلا إستراتيجيا يذكر، بل ووصفت بعضها بالدول المجهولة الهوية، التي لا تظهر سوى في مناسبات توزيع «الأرز» والغنائم - على حد قولها. فيما رد المغرد رؤوف محمد قائلا: غريب أن إعلامية مثلك تدعي ذلك، رغم علمك بما ستؤدي إليه المقاطعة وغلق المنافذ الجوية والبحرية والبرية أمام التجارة القطرية، من أضرار اقتصادية على المواطن القطري. كما أنه من المفترض أنك تدركين جيدا الحجم الحقيقي والثقل الإستراتيجي للدول المقاطعة لأصغر دولة خليجية، بل أصغر دولة عربية على الإطلاق. واعتبرت «بن قنة» في تغريدة أخرى، أن تشاد وموريتانيا والمالديف وموريشيوس دول أصغر من أن تكون ذات تأثير يذكر بمقاطعتها لقطر، ما يجسد سياسة أسيادها الأمراء، وقادة الإخوان المسلمين التي تنتهج على مدار تاريخها سياسة الإقصاء، لإيمانها بأن «من ليس معنا فهو ضدنا».