في إشارة قوية هي الأولى من نوعها في الدلالة على أن إدارة الرئيس دونالد ترمب تنفذ الخط المتشدد الذي اتخذه ترمب حيال إيران خلال حملته الانتخابية، عينت الإدارة الأمريكية مايكل «دي أندريا» الذي أشرف على تصفية رئيس العمليات الدولية لحزب الله اللبناني عماد مغنية في دمشق عام 2008، لإدارة العمليات السرية ضد النظام في طهران. ووفقا لصحيفة «نيويورك تايمز» فإن «دي أندريا» الملقب ب«أمير الظلام» و«آية الله مايك»، عمل ضابطا لوكالة المخابرات المركزية التي أشرفت على مطاردة أسامة بن لادن، كما قاد حملة الضربات الأمريكية من دون طيار التي قتلت الآلاف من الميليشيات المسلحة والمدنيين في أفغانستان واليمن. وأوضحت الصحيفة أن الدور الجديد ل«دي أندريا» هو واحد لعدد من التحركات داخل الوكالة التي تشير إلى نهج أكثر قوة للجاسوسية والعمليات السرية تحت قيادة مايك بومبيو، الجمهوري المحافظ وعضو الكونغرس السابق. وذكرت «نيويورك تايمز» أن التحدي المتمثل في بدء تنفيذ وجهات نظر الرئيس ترمب يقع على كاهل «دي أندريا»، المدخن الشره والذي تحول إلى الإسلام، بعد أن التقى زوجته المسلمة خلال عمله في الوكالة خارج الولاياتالمتحدة وتحول إلى الإسلام ليتزوجها، مضيفة أن لدى «دي أندريا» سمعة قوية وسجلا حافلا يدعمه كون أنه الرجل الوحيد في ال«سي آي إيه» الأكثر مسؤولية عن إضعاف تنظيم «القاعدة» الإرهابي. وأشارت إلى أن المعروف عن «دي أندريا» أنه يحب العمل جداً ودقيق الملاحظة، وذو شخصية قوية، ومناسب ليكون المشرف على الملف الإيراني، مضيفة أنه نشأ في ولاية فرجينيا الشمالية في عائلة لها صلات مع وكالة الاستخبارات الأمريكية تمتد لجيلين. ونقلت «نيويورك تايمز» عن مراقبين قولهم: إن تعيين «دي أندريا» علامة على أن المخابرات الخاصة تخطط لاتخاذ خط أكثر عدوانية تجاه إيران، ولكن آراءه الشخصية بشأن إيران ليست معروفة علنا، كما أنه ليس من وظيفته صنع السياسة وإنما تنفيذها وقد أثبت أنه ضابط عمليات شرس، مضيفين أنه في السنوات التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر، شارك بعمق في عمليات الاعتقال والاستجواب، وقد تولى مركز مكافحة الإرهاب التابع للوكالة في مطلع عام 2006، وأمضى السنوات التسع الماضية في توجيه البحث عن الميليشيات المسلحة في جميع أنحاء العالم. وكما أوردت الصحيفة، فإن مسؤولين سابقين في الوكالة أكدوا أن وظيفة «دي أندريا» الجديدة التي تشرف على العمليات الخاصة في إيران هي أكثر ملاءمة لمواهبه. وكانت إيران تعتبر واحدة من أصعب الأهداف لوكالة الاستخبارات الأمريكية، بسبب قدرتها المحدودة للغاية في العمل داخل إيران، لاسيما مع عدم وجود سفارة أمريكية مفتوحة لتقديم غطاء دبلوماسي، حيث إن أجهزة المخابرات الإيرانية قضت نحو أربعة عقود في محاولة لمكافحة العمليات السرية والتجسسية الأمريكية. ورغم وصف ترمب إيران بأنها «الدولة الإرهابية الأولى» وتعهده خلال الحملة الانتخابية بتفكيك أو تعديل الاتفاق الذي وقعته إيران مع ست قوى عالمية، فإنه لم ينفذ تهديده بعد، لكنه وبطرق أخرى استدعى خطه الثابت المتشدد ضد إيران، إذ عين في مجلس الأمن القومي «صقورا» حريصين على احتواء إيران ولديهم دافع لتغيير النظام، والمرجح أن يتم وضع الأساس له من خلال العمليات السرية ل«السي آي إيه». وهؤلاء الصقور الجدد هم: مستشار الأمن القومي الجنرال ماكماستر، الذي يتهم عملاء إيرانيين بمساعدة المتمردين العراقيين في المسؤولية عن مقتل عدد من جنوده، وديريك هارفي المدير رفيع المستوى للشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي، وكبير مديري الاستخبارات الأمنية والمسؤول الرئيسي في البيت الابيض لوكالة الاستخبارات ازرا كوهين واتنيك، الذي ذكر مسؤولون في وزارة الدفاع والمخابرات أنه قد أبلغ مسؤولين آخرين في الإدارة الأمريكية أنه يريد استخدام جواسيس أمريكيين للمساعدة في طرد الحكومة الإيرانية.