كانت تغريدة #عام_من_السعادة للحساب الرسمي لهيئة الترفيه أحد «الهشتاقز» الأكثر جدلاً في الفترة الأخيرة في حسابات التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض، وبين من يرى أنَّ ما قامت به الهيئة إنما كان (مزيد من ترفيه المرفهين)، وآخرون اعتقدوا أن الحكم مستعجل وما قامت به الهيئة يستحق الإشادة والدعم. وحتى نكون منصفين يجب أن نرى للموضوع من أعلى نقطة ممكنة لنحتويه من كافة جوانبه. فالهيئة مؤسسة ولدت في شهر رجب 1437ه بعد إعادة هيكلة طموحة لأجهزة الدولة التي كانت إجراء مطلوبا في التحول الوطني، وهي - أي الهيئة - ذراع لتحقيق أحد محاور الرؤية الرئيسية وهو الوصول (لمجتمع حيوي).. وكان ضمن البرامج المطروحة - مؤخراً- لهذا الهدف هو برنامج (تحسين نمط الحياة). وهنا يجب أن نتذكر جيدا ولا ننسى أبدا أن هيئة الترفيه ولدت توأماً لمؤسسة حكومية أخرى - حتى الآن - لم نر منها أي حراك وهي (هيئة الثقافة).!!. السؤال المطروح الآن هل هيئة الترفيه تؤدي دورها المطلوب ؟ إجابة هذا السؤال لا يجب أن تكون تخمينية أو عاطفية وإنما قياسا بمؤشرات الأداء التي تضمنتها برامج تحقيق الرؤية إذا أردنا تقييم أداء دقيق وواضح. لكن سؤالي ليس الهدف منه قياس مؤشرات الأداء بل منطلق من أمر مختلف – بحكم أني أحد المتفاعلين مع صناعة الفعاليات الثقافية والترفيهية – وبالتالي ستكون إجابتي معجونة ببعض الخبرات والمعاناة.. ولذا رأيي هو أن ما تقوم به هيئة الترفيه الآن من عمل كبير وابتكار للفعاليات هو مجرد حفر (بالملعقة) في سور قلعة هدف ضخم هو برنامج (تحسين نمط الحياة). ولكن لماذا ؟ إن هدف تحسين نمط الحياة يحتاج بالإضافة للفعاليات (سريعة التحضير) التي برزت بها هيئة الترفيه بقوة سوى بصناعة قوالب جاهزة لتحضير الفعاليات، أو حتى بوضع شعارها على فعاليات موجودة قبل ولادة الهيئة أصلاً! أقول إن تحسين نمط الحياة يحتاج كذلك (لصناعة) حقيقية للترفيه ليست مطلوبة من الهيئة فقط إنما – من باب الإنصاف - هو الدور الحقيقي لهيئة الثقافة التي سنتناول دورها الكبير والمحوري في صناعة الترفيه والوعي من المستويات الأولى للمجتمع عبر فعل تراكمي وبُنى تحتية من مسارح وقاعات للعروض الضخمة وبرامج تأهيل وصناعة ثقيلة حقيقية. فتحسين نمط الحياة لن يكون فقط بعربات الأكل والحفلات الغنائية وحفلات التنكر والكوميك. بل إني استغرب حقيقة تلك الفكرة التي أخذت جدلاً واسعا وهي إنشاء دور السينما، وبأن رئيس هيئة الترفيه هو من تحدث بها فمن أي وجه يتحدث! دور السينما جزء منها صناعة ليس لهيئة الترفيه علاقة فيه وجزء آخر تجاري ليس للهيئة أيضا علاقة فيه!. اختم بمعاودة الحديث بأن الهيئة - نتفق معها أو نختلف - هي تحاول أن تتحرك في الخط الذي رسمته لنفسها مقابل تقصير من هيئة الثقافة الحاضرة هيكليا والغائبة فعليا عن المشهد. وهنا نتحدث عن المؤسسة المسؤولة فعليا عن الصناعة الثقيلة للترفيه وليس (ساندويش) هيئة الترفيه سريعة التحضير.