تصريح هام لرئيس مجلس ادارة الهيئة العامة للترفيه احمد الخطيب حول السينما والجدل المستمر حولها، وذلك خلال حضوره الاسبوع الماضي للفعاليات الفنية التي انطلقت بإشراف وترخيص هيئة الترفيه. تصريحه هو الأول من نوعه الذي يؤكد من خلاله مسؤول أن السينما في المملكة ممنوعة رسمياً، بعد أن كانت المسألة في السابق عائمة والمنع بهذا التصريح المباشر غير موجود، ولكن الأهم أن الخطيب قال إن دور السينما تحت النظر. إذن السينما هنا تحت برامج هيئة الترفيه التي تنتظر "النظر" والأمر لن يتعلق كما كنا نتوقع تحت وزارة الإعلام والثقافة، لذلك من الممكن أن تكون أيضاً جمعيات "الفنون" تحت "نظر" الهيئة، ونسمع تصريحاً مشابهاً ولكن بصيغة تحت النظر أيضاً. البعض يعتبر أن الحديث عن الترفيه والسينما والحفلات الغنائية في ظل الظروف الحالية غير مقبول، ومع احترامنا لوجهة نظرهم إلا ان الحياة لا تتوقف لظروف مؤقتة، فالترفيه وحب الحياة لم ينعدم ولم يكبح في بلدان تعيش ظروفاً أصعب من ظروفنا وأكثر فقراً، لأن الاستسلام لبعض الظروف غير صحي، فمن المفترض أن تكون للقنوات الترفيهية دور في إسعاد الناس وتثقيفهم، لأن انعدام هذه الوسائل سيجعل المجتمع فريسة سهلة للمتصيدين لظروفه، خصوصاً مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي والتجييش ضد المجتمع ومحاولة بث الكثير من البرامج اليوتيوبية وغيرها التي قد يكون لها نتائج سلبية على المجتمع، والأمثلة كثيرة على نماذج تسبب فيها غياب المسرح والسينما ليتسيدوا المشهد الثقافي والاعلامي وافرزوا لنا ثقافات مخجلة وشوارعية بكل ما تعنيه هذه الكلمة مع تهذيبي لها. فمع احترامي للكثير من برامج هيئة الترفيه التي تم الاعلان عنها وتداولها الكثيرون، لا تتناسب بعضها مع الكثير من متطلبات مجتمعنا الحالي، فالأجندة المعلن عنها لا يوجد بها جديد، والخوف ان يكون هدفها تجميع اكبر عدد من الفعاليات، ووضعها كأجندة للهيئة، وهذا الامر فاجأنا بصراحة، حتى الجدوى الاقتصادية من بعض الفعاليات لا يتناسب من المأمول منها، وهنا لا بد ان نُقدر هذا الجهد ولكن في الوقت نفسه لا اعتقد انه يمثل المأمول من الهيئة ومواكبتها لمطالب ورغبات المجتمع. من المهم أيضاً أن تكون الاسعار الخاصة بالفعاليات بمتناول الجميع، فالترفيه كفن لا يرتبط فقط بقيمة ما يدفعه الافراد من قيمة مالية مقابل تذاكر دخولهم للفعاليات، وانما منظومة متكاملة من التسويق والرعاة والذكاء في جذب المستهدفين من جمهور وفعاليات وقنوات اعلامية، فتخيلوا الدورة الاقتصادية الكبيرة التي لو "رُفعت" دور السينما من النظر، موظفين وموظفات سعوديين على مدار العام وليس لفعاليات مؤقتة، جذب اعلاني مربح من اكبر الشركات والمعلنين، مبيعات تذاكر كبيرة، والاهم بناء ثقافة اجتماعية جديدة نفتقدها كثيراً، ولا نجدها الا من المهاجرين للبحث عن فيلم ومتعة تتجاوز الثلاث ساعات داخل دور السينما وفق عالم آخر نتمنى ان يكون فوق النظر!.