عزيزي القارئ هل أنت متعصب كروي؟ وإن كنت كذلك كيف عرفت ذلك؟ هل أنت متطرف؟ وإن كنت كذلك كيف عرفت أنك متطرف؟ لا أعتقد أن هناك من يقر بتطرفه أو تعصبه، والسبب من وجهة نظري «وجهة نظر تحتمل الصح أو الخطأ» أنه يستند إلى السياق العام في المجتمع، وهذا يدعونا للسؤال الآخر هل مجتمعنا متطرف؟ لنرى المتعصب الرياضي يستند في تعصبه على رأي «النخب» وهم في نظره مجموعة المحللين الرياضيين في الصحف والقنوات التلفزيونية، لهذا يرى في رأيه أن يتماشى وينسجم مع طرح النخب. لهذا هو في الواقع ضحية «النخب» والعلاج لا بد أن يبدأ من النخب. السؤال الآخر: هل ما قامت به المعلمة في متوسطة في رفحاء من تمزيق عباءات طالباتها هو تصرف متطرف؟ أم أن المعلمة تستند إلى نظام أو تعميم أياً كان شفهيا أو مكتوبا؟ فكما ذكرت الأخبار فالمعلمة تصرفت وفقاً للتعليمات «حيث أوضح المتحدث الرسمي لتعليم الحدود الشمالية سطام السلطاني أن إحدى المعلمات المكلفات بالعمل كمرشدة طلابية في المتوسطة الثالثة اجتهدت في التعامل مع مخالفة الطالبات بلبس عباءة الكتف، حيث تعتبر المخالفة من الدرجة الأولى بحسب ما ورد في دليل السلوك والمواظبة للمرحلة المتوسطة والثانوية»، لهذا فالمعلمة لا ترى في عملها أي تطرف، بل العكس ترى في تصرفها أنه ضمن النظام رغم استنكار أولياء الأمور. تماما مثل أن تمنع شخصا من التدخين في مكان مغلق، والسبب أنك تستند إلى نظام يمنع ذلك. وهنا أود أن أنوه لنقطة مهمة وهي المفترض من الأجهزة الحكومية الابتعاد عن التفاصيل في سن قراراتها، فليس من المعقول أن تتدخل الوزارة بنوع العباءة وكيفية لبسها ولونها! وكان الأجدى وضع خطوط عريضة أو ما يعرف بقواعد السلوك والأخلاق بعيدا عن التفاصيل. فكلنا نعرف أننا مجتمع محافظ، ولكن تختلف درجة المحافظة من شخص لشخص ومن عائلة إلى عائلة، ولكننا جميعا نتحرك ضمن دائرة المحافظة صعودا ونزولا. لهذا الأجدى بنا ومع انطلاقة المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف «اعتدال» إعادة قراءة بعض الفتاوى «الغريبة» التي يستند إليها الفكر المتطرف عادة، ومحاولة إعادة قراءتها أو تصحيحها، وإن تطلب الأمر حذفها، والنظر في بعض الأنظمة التي تختص بعلاقة الفرد بالفرد، وعلاقة الفرد بالدولة، وتعديلها أو إلغائها، والاكتفاء فقط بالخطوط العامة بعيدا عن التفاصيل. وبهذا تلغى أي مرجعية لأي فكر متطرف. تغريدة: «لا تقتل البعوض، وإنما جفف المستنقعات»... علي عزت بيغوفيتش