يقول المثل الإنجليزي تستطيع سحب الحصان لبركة الماء، ولكنك لن تستطيع إجباره على الشرب، وهذا حال الكثير من الأسر في هذه الأيام، فهي تعمل قصارى جهدها لتوفير الجو المناسب لأبنائها للمذاكرة من جلب المعلمين الخصوصيين إلى توفير وجبات (fast food) مرورا بقطع وسائل الاتصال والتواصل عنهم. ورغم ذلك غالبا ما تكون النتيجة المتحققة مخيبة للآمال، هذا السيناريو يتكرر سنويا، ليكرر علينا سؤال جد مهم: ما الذي يعزز الدافعية لدى أبنائنا للتميز أو للتعليم من الأساس؟ في السابق كان دوافع الطلاب للتعليم أكبر رغم ضعف الحوافز الممنوحة لهم أو انعدامها أصلا، الآن الحافز كبير والدافعية ضعيفة. على المستوى وزارة التعليم عدلت المناهج من جامدة إلى بنائية درب المعلمين على استراتيجيات التعلم ولكن منحى الدافعية لا يزال يراه الغالبية بانخفاض. في السابق كانت مركزية الاختبارات تعطي نتائج صادقة للثانوية العامة، أما الآن فليست بالضرورة صادقة في تحديد المستوى، ولعل الفجوة بين اختبار القدرات والتحصيلي من جهة ونتائج الثانوية العامة شاهدا على ذلك. طالب منخفض الدافعية وذو تأثير قد يكون مثل التفاحة الفاسدة في صندوق التفاح في القصة الشهيرة. فالطالب المتفوق والطالب الضعيف دراسيا يحصلان على ذات الفرصة عند الالتحاق في المرحلة الثانوية دون تميز. لماذا لا يكون هناك تحديد مبني على النتائج لنوعية الدراسة الثانوية من علمية إلى صناعية إلى تجارية إلى تقنية إلى نظرية (أدبية)، وهذا ما يتوافق مع رؤية 2030 في بناء الإنسان السعودي الذي يساهم في عجلة التنمية في جميع المجالات. ومن النتائج الإيجابية أيضا هو حرص الآباء على أبنائهم منذ مرحلة مبكر (المرحلة المتوسطة)، مما يخلق بيئة طيبة وصحية لا يفسد فيها التفاح. * مشرف تخطيط بالبرنامج الوطني لتطوير المدارس [email protected]