تفاعل في أروقة اجتماعات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في المنامة الأربعاء، استبعاد مسؤولين بارزين في لجنة الأخلاق وتحذيرات من تأثيره على مكافحة الفساد، وذلك عشية كونغرس الاتحاد الذي يرأسه السويسري جاني انفانتينو. وكان مجلس الفيفا (اللجنة التنفيذية سابقا) أوصى بعد اجتماع الثلاثاء في العاصمة البحرينية، بعدم التجديد لرئيس غرفة التحقيق في اللجنة المستقلة السويسري كورنل بوربيلي ورئيس الغرفة القضائية الألماني هانس-يواكيم ايكرت، واستبدالهما، رافعا ذلك إلى الجمعية العمومية التي تعقد الخميس اجتماعها في العاصمة البحرينية. وكان بوربيلي وايكرت اللذان أتم كل منهما ولاية من أربع سنوات، الدافعين الأساسيين خلف التحقيقات في فضائح الفساد التي هزت المنظمة الكروية الأعلى عالميا منذ العام 2015، والعقوبات التي نتجت عنها، لاسيما إيقاف الرئيس السابق للفيفا السويسري جوزيف بلاتر والرئيس السابق للاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني. والأربعاء، رد بوربيلي في مؤتمر صحافي على هذه الخطوة، معتبرا أنها تشكل "تراجعا في مكافحة الفساد". ورأى في تصريحات في المنامة أن القرار "يسير عكس الحوكمة الجيدة"، سائلا عن مصير "مئات الحالات" التي تبحث فيها اللجنة، في إطار فضائح الفساد التي تعصف بالاتحاد. وأضاف "الاستبعاد يعني أمرا وحيدا هو انتهاء عملية الإصلاح لجنة الأخلاق هي المؤسسة المفتاح لإصلاحات الفيفا". واعتبر أن أداء اللجنة بقيادته وايكرت كان شأنه "إعادة بعض الثقة بالفيفا (...) لجنة الأخلاق كانت النموذج لكل عالم الرياضة". وكان مجلس الفيفا أوصى اثر اجتماعه باستبدال بوربيلي وايكرت، بالكولومبية ماريا كلوديا روخاس واليوناني فاسيليوس سكوريس. ورد السويسري والألماني في بيان مساء أمس على الخطوة، معتبرين انها تعني عمليا "نهاية جهود الإصلاح في الفيفا". وأدى بوربيلي وايكرت الدور الأبرز في حملة مكافحة الفساد التي شهدها الاتحاد الدولي خلال العامين الماضيين، وينظر اليهما على انهما يقفان خلف عقوبة الإيقاف بحق الرئيس السابق للاتحاد السويسري جوزيف بلاتر، والرئيس السابق للاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني، على خلفية تهم بالفساد ودفعات غير قانونية. وكانت لجنة الأخلاق أوقفت في ديسمبر 2015 بلاتر الذي اضطر إلى الاستقالة من رئاسة الفيفا، لمدة 8 أعوام عن ممارسة أي نشاط مرتبط بكرة القدم بسبب الدفعة المشبوهة بقيمة 1,8 مليون يورو إلى بلاتيني الذي تم إيقافه للمدة ذاتها. وثبتت محكمة التحكيم الرياضي هذه العقوبة بحق بلاتر نهاية 2016، ألا عقوبة بلاتيني تقلصت بعد الاستئناف إلى ستة أعوام، ثم إلى أربعة أعوام من قبل محكمة التحكيم الرياضي. وترجح مصادر مقربة من الاتحاد الدولي أن أحد أسباب عدم التجديد لايكرت وبوربيلي، هو العلاقة المتوترة التي جمعت بين انفانتينو، ولجنة الأخلاق التي فتحت تحقيقا بشأن بعض ممارسات السويسري الذي انتخب رئيسا في شباط/فبراير 2016. ولم يتم استكمال هذا التحقيق أو التوصل إلى خلاصات بشأنه. - "غير ملائم" لمسؤولين - وألمح بوربيلي مواربة إلى انفانتينو، بقوله الأربعاء "كما يبدو، أن عمل لجنة الأخلاق كان غير ملائم لموظفين، لمسؤولي الفيفا". وفي المؤتمر نفسه الذي نظم على عجل ولم يكن ضمن جدول الاجتماعات، قال ايكرت ان ما جرى "ليس يوما جيدا للفيفا". وأكد المسؤولان انهما لم يبلغا رسميا، بل علما بالتوصية "عبر الهواتف الخليوية" ووسائل الإعلام لدى وصولهما إلى البحرين مساء الثلاثاء. واعتبر بوربيلي أن "رحيلنا لم يكن ضروريا وسببه سياسي حصرا". وبعيد اجتماع الثلاثاء، آثر المسؤولون في الفيفا والمشاركون في اجتماع مجلسه، عدم التعليق بشكل مباشر على توصية الاستبعاد. واكتفى مصدر شارك في الاجتماع بالقول ان مجلس الفيفا رأى ثمة حاجة إلى "نفس جديد" في لجنة الأخلاق. ويتوقع أن يهيمن استبعاد بوربيلي وايكرت على اجتماع الجمعية السابعة والستين للاتحاد التي يشارك فيها مندوبو 211 اتحادا. وفي قرارات أخرى اتخذت الثلاثاء، قرر المجلس فتح باب الترشيح لاستضافة نهائيات كأس العالم 2026 امام دول تنتمي إلى اتحادات قارية من خارج منطقة الكونكاكاف (امريكا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي)، مستثنيا الاتحادين الأوروبي والآسيوي. وكانت الولاياتالمتحدة وكندا والمكسيك (كونكاكاف) أعلنت أنها ستتقدم بطلب مشترك لاستضافة المونديال الذي سيشارك فيه للمرة الأولى 48 منتخبا بدلا من 32 (العدد الحالي). وسيتم اختيار مجموعة من البلدان المرشحة للاستضافة في الجمعية العمومية الثامنة والستين للاتحاد الدولي بعد سنة. كما أعلن الاتحاد السماح للعراق باستضافة المباريات الدولية الودية، شرط أن يظل الوضع الأمني مستقرا، مخففا بذلك الحظر المفروض منذ أعوام على إقامة مباريات كرة القدم الرسمية (باستثناء المحلية منها) في العراق، بسبب الوضع الأمني وظروف الملاعب.