amead9999@ مع إشراقة كل صباح يستفيق سكان محافظة الجموم (20 كيلومترا شمال مكةالمكرمة) على قائمة طويلة من المطالب الحيوية والخدمات الضرورية، لينعم 93 ألف نسمة من سكان وزوار المحافظة الحالمة بتغيير جذري ترتقي بها إلى مصاف نظيراتها من محافظات المملكة. إذ مازال أهالي المحافظة يحلمون بشوارع نظيفة تخلو من حاويات النفايات المتكدسة، بعيدا عن أعين المراقبين في البلدية، ويأملون باستبدال الإشارة الضوئية بجسر حيوي يسهل الحركة المرورية، وافتتاح مستشفى الجموم العام الذي تعثرت ولادته بدون معرفة الأسباب، فضلا عن تصلب الشريان الرابط بين المحافظة وحي العزيزات منذ 88 شهرا وسط تقاذف الجهات المعنية في إعادة حيويته، وإنشاء حلقة خضار ومواد غذائية تخدمهم، ناهيك عن تدفق الشاحنات وبأعداد مهولة صباحا ومساء دون حسيب أو رقيب. «عكاظ» تجولت في أحياء وشوارع المحافظة لترصد العديد من مطالب الأهالي نفايات مقززة أصبح تكدس النفايات في حاويات النظافة في محافظة الجموم هو المشهد المتكرر والأكثر إزعاجا، في مشهد يخدش المنظر العام وينافي مظاهر النظافة البيئية والصحية العامة. عدد من المواطنين عبروا ل «عكاظ» عن استيائهم من تدني مستوى النظافة في الشوارع والأحياء، إذ أوضح محمد الصاعدي أن تكدس النفايات وانبعاث الروائح الكريهة أصبح مقززا ومنغصا للحياة اليومية في المحافظة، لافتا إلى إهمال بلدية المحافظة في جانب النظافة، ما يؤدي إلى انتشار الأمراض والأوبئة. عمال يتسولون من جانبه، أوضح هاشم الشريف أن عمال النظافة يمارسون التسول في الشوارع منصرفين عن عملهم الأساسي، لافتا إلى أن ذلك يعود إلى غياب الرقابة المستمرة من مراقبي البلدية، وعدم قيامهم بالدور المناط بهم على الوجه الأكمل. وأضاف: «تستمر النفايات متراكمة لأيام دون ترحيلها لمرمى النفايات، وهذا المشهد يتكرر طيلة أيام الأسبوع، كما أن المشكلة تتفاقم بشكل لافت يومي الجمعة والسبت، ما يساعد على انتشار الحشرات وينذر بخطر ظهور الأوبئة». المشكلة الأخطر من جانبه، أشار مقبل الحربي إلى أن النظافة أهم من أي مشروع في المحافظة، لأنها ترتبط ارتباطا مباشرا بصحة الإنسان، موضحا «لا بد أن تضع البلدية النظافة ضمن أولوياتها للمحافظة على سلامة أبناء الجموم الذين يأملون أن تفيق أعينهم كل صباح على شوارع نظيفة وحاويات تخلو من القمامة والحشرات». تدفق الشاحنات ويشكو الأهالي من قصور كبير في استكمال بعض المشاريع، إذ يقول سعود اللهيبي: «من أهم المنغصات اليومية التي نعاني منها وأصبحت مؤرقة للكثير؛ تدفق شاحنات نقل البضائع بشكل كبير عبر وسط المحافظة، فتصطف مئات الشاحنات في أوقات الذروة أو خارجها، مشيراً إلى أن الحركة المرورية عند تكدس تلك الناقلات تصاب بتلبك يعيق انسيابية الشارع الرئيسي، خصوصا أنه الشريان الوحيد للمحافظة، مطالبا إدارة المرور باتخاذ إجراءات حازمة تحد من الزحام المروري الذي أصبح من سمات المحافظة، أو إلغاء الإشارة المرورية واستبدالها بجسر أسمنتي يخفف من ظاهرة طوابير الشاحنات في قلب المدينة». جسر الجموم ينتظر سكان قرى محافظة الجموم والمراكز التابعة لها تحرك الجهات المعنية لإيجاد حلول سريعة لمعاناتهم اليومية من استخدام عبّارة السيول بوادي «الغزيات» في تنقلاتهم بين المحافظة وقراها. وأضاف: «الشلل الذي أصاب جسر الجموم جراء الحادثة المرورية الشهر الماضي ألقى بظلاله على أكثر من 10 آلاف مستخدم للطريق الحيوي، الذي يربط الجموم بأكثر من 40 قرية ومركزا، الأمر الذي جعلهم يسلكون عبّارة سيول محفوفة بالمخاطر، خصوصا مع اقتراب موسم الأمطار التي تشهدها المنطقة هذه الأيام». شبح الصرف الصحي من جانب آخر، حذر فيصل الصاعدي من انتشار «فيروس» الكبد الوبائي بين سكان محافظة الجموم إذا لم تتحرك الجهات المعنية بتشييد البنية التحتية لتصريف مياه الصرف الصحي، مشيراً إلى أن أحياء المحافظة تفتقر لشبكة الصرف الصحي. وأوضح أن الطبيعة الجيولوجية للمحافظة تتكون من الرمال الطينية في بعضها والتربة الحصوية في بعضها الآخر، لافتا إلى خطورة اختلاط مياه الصرف الصحي مع خزانات المياه للمنازل الشعبية والمسلح على حد وصفه. وأضاف: إن مرور عشرات السنوات على تصريف مياه المجاري حول المنازل كفيل بتشبع الأرض بالمياه الملوثة، وبالتالي اختلاطها مع مياه الشرب، مستشهداً بنزوح الكثير من مياه المجاري على سطح الأرض في عدد من شوارع المحافظة، وأصبحت ظاهرة للعيان دون تحرك يذكر من الجهات المعنية. ورش عشوائية داخل الأحياء السكنية من بين الهموم اليومية لمعاناة أهالي الجموم؛ تسلط الورش العشوائية على راحتهم وأصبحت تقض مضاجع السكان، مخلفة تلوثا بيئيا يهدد صحتهم، وخطرا أحال الكثير من السكان للمستشفيات ومراكز العلاج الخاصة. في هذا الشأن، قال المواطن فواز اللحياني: «تواجد الورش الصناعة داخل الأحياء السكنية أصبح من ملامح المحافظة، وعلى الرغم من مطالبات السكان بإبعاد الورش إلى مجمعات صناعية حددتها بلدية الجموم، إلا أن الوضع يبقى كما هو دون حلول»، مشيراً إلى أن فاتورة العلاج من أزمات الربو وأمراض الجيوب الأنفية يتكبد المواطن بدفع ثمنها منذ عقود، مطالبا تحرك الجهات المعنية بإيجاد مخرج لسكان الحي بعد أن أصبحت الورش الصناعية تحاصرهم من كل الاتجاهات، مبيناً أن الأصوات المتكررة في إغلاق تلك العشوائية ذهبت في مهب الريح. المجلس البلدي: ناقشنا مشكلة النظافة والورش مع البلدية كشف رئيس المجلس البلدي عادل بن سعد الصاعدي اكتمال الأعمال الإنشائية والتشطيبية لمبنى المركز الحضاري للمحافظة، وقال إنه لم يتبقَ سوى سور المركز إذ لم يكتمل بناؤه بسبب قلة السيولة، لافتا إلى أن البلدية تتولى إكمال المشروع بشكل ذاتي. وفيما يخص انتشار الورش داخل الأحياء السكنية، قال الصاعدي: «تمت مناقشة هذه المشكلة مع بلدية الجموم، وشددنا على خطورتها على سكان الحي»، مبينا أن البلدية ستتخذ الإجراء المناسب بالتنسيق مع أمين العاصمة المقدسة عند توفر مكان مخصص للورش قريباً بإذن الله. وحول تكدس النفايات «المشكلة الأخطر» في المحافظة التي تهدد صحة آلاف السكان وتشوه وجه المحافظة، قال الصاعدي: «المجلس البلدي يلمس هذه المشكلة وقد تلقينا الكثير من شكاوى المواطنين وناقشنا تلك المشكلة مع بلدية الجموم، ولكنها أشارت إلى أن النظافة لا تقع تحت إشرافها المباشر، ونحن نطلب أن تمنح الصلاحية المباشرة للبلدية ليتم وضع الحلول العاجلة لتلك المشكلة التي أصبحت هاجس المواطن والمقيم في المحافظة». من جهة أخرى، لفت الصاعدي إلى خطورة تدفق الشاحنات داخل المحافظة، وقال «طالبنا بتوفير طريق آخر يبعد الشاحنات عن وسط الجموم، وذلك لشدة خطرها على الإصحاح البيئي والبشري سواء حوادث أو تلوث الهواء، ولكن عدم توفر السيولة المالية الكافية لمشروع كبير كهذا أدى إلى تأجيله لحين آخر». وعن جسر الجموم قال رئيس المجلس البلدي: «انتهت الأمانة من تفصيل أعمال الجسر وسيتم طرحه كمناقصة. وعن ميلاد مستشفى الجموم العام أشار الصاعدي إلى أن هناك تعثرا ماليا في التشغيل، وقال: «فعّلنا الموضوع لدى المحافظ ونتأمل أن يتم تشغيله قريباً بإذن الله». وعن طريق المضيق الرابط بين المحافظة وحلقة الماشية قال: «سينتهي المقاول من بناء الجسر وبعد ذلك سيتم تطوير الطريق من الإشارة وحتى المسلخ القديم وسيتم تنفيذ دوار يخدم سوق الأغنام»، مشيرا إلى أنه سيتم تطوير سوق الماشية وحراج الغنم. وأضاف: «عند انتهاء العمل في المسلخ الجديد سوف يتم تنفيذ دوار يخدمها». أما عن تردي المسلخ الرئيسي بالمحافظة فقال الصاعدي: «يجري الآن العمل على تشييد المسلخ الجديد في موقع قريب من سوق الماشية، وستنتهي الأعمال الإنشائية قريباً بإذن الله». وأبان الصاعدي أنه سيتم تنفيذ ساحة للاحتفالات الشعبية قريباً، على طريق الطائف مقابل الكلية الجامعية وتحتوي الساحة على ملعب رياضي بمدرج يتسع لأربعة آلاف مواطن وبه حديقة كبيرة تخدم سكان الجموم. وفيما يخص مشروع إنشاء شبكة تصريف المياه، قال عادل الصاعدي: «هذا حلم يتمناه أهالي الجموم، وقد حصلنا على وعود مؤكدة من قبل شركة المياه الوطنية بدراسة المشروع وطرحه للشركات الوطنية للتنفيذ»، وخلص الصاعدي للقول: «قريباً سيتم تنفيذ ممشى رياضي على طريق الطائف بجوار ساحة الاحتفالات بطول كيلومترين تقريباً وبعرض 30 متراً ويحتوي على آلات تمارين رياضية تخدم أبناء المحافظة وزوارها». بلدية الجموم: نظافة المحافظة ليست من صلاحياتنا حمّلت بلدية الجموم الإدارة العامة للنظافة ومقاول مشروع النظافة في محافظة الجموم أسباب تكدس النفايات في الشوارع، مؤكدة أنها لا تملك الصلاحية في الإشراف المباشر على المقاول الذي لم يتجاوب معهم رغم المطالبات المتكررة من بلدية الجموم للإشراف بشكل مباشر على النظافة في المحافظة. وقال مدير إدارة الخدمات في بلدية الجموم منصور الجهني إن مقاول النظافة في محافظة الجموم يتم الإشراف عليه من قبل الإدارة العامة للنظافة في أمانة العاصمة المقدسة، وسبق أن قامت البلدية بمحاولات عدة للإشراف على المقاول والقيام بمهامها تجاه نظافة أحياء وشوارع المحافظة، إلا إن الإدارة العامة للنظافة واجهت تلك المطالب بالرفض، ولذا نجد أن بلدية الجموم ليس لها أي صلاحية في الإشراف على المقاول أو عمّال النظافة، إذ تم الاتصال مرارا وتكرارا على المشرف في شركة النظافة ولكنه في كل مرة يرفض التجاوب مع البلدية بحجة أن بلدية الجموم ليست مسؤولة عنه. وفي ما يخص جسر الجموم، أوضح الجهني أنه يتبع إدارة الجسور والأنفاق بأمانة العاصمة المقدسة، لافتا إلى أن بلدية الجموم تقوم بمتابعة المشروع، وقال: «وردنا خطاب مدير إدارة الجسور والأنفاق بتاريخ 4 شعبان 1438، والذي يؤكد أنه تم الانتهاء من أعمال التقييم والفحص التفصيلي للجسر المذكور واعتماد التصاميم الخاصة بأعمال التأهيل وذلك بموجب خطاب مكتب حازم للاستشارات الهندسية وجارٍ الرفع لصاحب الصلاحية لاستحداث بنود أعمال الإصلاح والتأهيل تمهيداً لبدء التنفيذ».