رأى خبيران مصريان أن الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة الفرنسية اليوم، تعد الأصعب فى تاريخ فرنسا، لاحتدام المنافسة بين المرشحين، واختلاف أيديولوجيتهما الفكرية والسياسية، وأوضح المحللان ل«عكاظ» أن حظوظ ماكرون بالفوز تفوق منافسته لوبان. ولم يستبعد أحدهما تكرار سيناريو ترمب مع لوبان الذي خالف كل ترشيحات استطلاعات الرأي، وفاز على هيلاري كلينتون. واعتبر مدير مركز الدراسات الأوروبية والمتوسطة بمركز الأهرام الدكتور سعيد اللاوندي، أن انتخابات الرئاسة الفرنسية هذه المرة تعد الأصعب، بسبب اختلاف السياسات والأفكار بين المرشحين، فإيمانويل ماكرون المعتدل فى أفكاره، المؤيد لبقاء بلاده في الاتحاد الأوروبي يختلف عن انتماء مارين لوبان السياسي والفكري وتطرفها بحكم التزامها الحزبي. وأشار إلى أن استطلاعات الرأي أظهرت أن ماكرون هو الأقرب للوصول إلى قصر الإليزيه، وأنه سيحصل على ما بين 65 و 75 % في التصويت النهائي، مضيفا أن المرشح الفرنسي الشاب يتمتع بأفكار سياسية واقتصادية قوية تجاه بلاده وخارج فرنسا، خصوصا قضايا الشرق الأوسط. وتوقع اللاوندي أن يكون ماكرون أكثر حزماً إزاء الأزمة السورية، بخلاف الرئيس الحالى فرانسوا هولاند، مرجحا أن يفوز ماكرون بأغلب أصوات العرب والمسلمين التى تشكل 5 % من الناخبين الفرنسيين. من جانبه، تخوف أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان الدكتور جهاد عودة، من تكرار سيناريو الانتخابات الأمريكية بعد فوز دونالد ترمب على هيلاري كلينتون، رغم أن الاستطلاعات كانت تشير إلى فوز الأخيرة بمنصب الرئيس، مشيرا إلى أن ماكرون سيتمكن من الوصول إلى المصوتين من كافة القوى السياسية الحزبية. وأوضح أن شعار لوبان في جولة الانتخابات «فرنسا للفرنسيين» دفعها إلى التشدد تجاه العرب والمسلمين، مضيفا أن توجهها بين اليسار المتأرجح واليمين المتطرف يجعلها شخصا غير ملتزم بجميع القرارات التى ستصدرها بعد وصولها إلى المنصب. وذكر عودة أن الاتهامات القضائية المتعلقة بالفساد التي تلاحق لوبان ستؤثر على وصولها إلى منصب الرئاسة، لافتا إلى أن فوزها بالمنصب سيشكل خطرا على أوروبا كلها.