بدا واضحاً أن السعودية عمدت إلى استخدام قوتيْها الناعمة والخشنة للتصدي لمحاولات إيران زعزعة المنطقة، واستهداف المملكة بغية الوصول إلى مقدسات المسلمين في أراضيها. وكان ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز أكد، في مقابلته التلفزيونية (الثلاثاء) أن السعودية لن تُلدغ من الجحر الإيراني مرتين. ورأى مراقبون أن تحذيرات ولي ولي العهد لطهران تشير بوضوح إلى أن الرياض ستجابه التعنت الإيراني بفتح الملفات التي توجع إيران، خصوصاً أن علاقات الأخيرة بجيرانها مشحونة بالتوتر، كما هي الحال مع العراق، وأفغانستان، وأذربيجان. وللسعودية علاقات وصفت بأكثر من ممتازة مع كابول وباكو، فيما بدأت تستعيد علاقاتها مع بغداد، التي زارها أخيراً رئيس الدبلوماسية السعودية عادل الجبير. كما أن أي دعم سعودي لعرب الأحواز سيزيد تأزيم الوضع داخل إيران. وفيما أعلنت موسكو أمس أنها ستعمل مع الرياض وواشنطن في ما يتعلق بسورية، لم يستبعد دبلوماسيون أن الرياض تسعى لتقارب مع روسيا يعزل موسكو عن طهران. وأكدوا أن السعودية تملك معلومات موثقة عن الشبكة الإخطبوطية الإرهابية التي تمولها وتدعمها إيران، بما في ذلك تنظيما «القاعدة» و«داعش». وذكروا أن وصف إيران ما ورد في المقابلة مع الأمير محمد بن سلمان بأنها تصريحات هادمة يؤكد قلق طهران من أن تستخدم الرياض مخالبها لضرب تلك الشبكات، وتجييش العالم الغربي ضدها، في ظل المواقف الأمريكية المعلنة تجاه إيران. وشددوا على أن تحذيرات الأمير محمد بن سلمان يسندها إمساكه بحقيبة الدفاع، وبتجربة المملكة الطويلة في مواجهة إيران عبر وكلائها في اليمن.