عندما نتحدث عن كلمة تسمى «وطن» يتبادر لأذهاننا فورا عبارة «وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه».. إن الدفاع عن الوطن له أنماط وصفات وأشكال عدة، ومن بين هذه الصفات منهجية الحس الوطني والتي توصف بأنها طاقة مبدعة تكمن في صميم كيان الإنسان، توجد بين ذاته وفكره وسلوكه وبين وطنه... فيشعر أن وطنه ملك له وأنه ملك للوطن. وتقسم هذه المنهجية لنمطين: فالأول يتعلق ب«إدارة التغيير» في المنظمات العامة والتي يجب على قائدها أن يضع منهجية وخطة بغرض تطويرها ونقلها إلى وضع أفضل يزيد من كفاءتها وفاعليتها، وهذا ما لا نراه لدى البعض من قادة الإدارات الذين يتخذون من ثقافة «الأنا» شعارا لهم دون النظر لحس الحداثة والثقافة، وإزالة الصدأ وإذابة الجليد الذي يتراكم على المنظمات ويصيب الأفراد، والذي كان يجب عليهم أن يعرفوا أن للتغيير سلوكاً وحساً، فمن أنواع هذا السلوك والتغيير (هو أن نغير الطريقة التي نفكر بها ونغير الأسلوب الذي نعمل به وأن نغير الطريقة التي نتصرف بها داخل المنظمات ولمختلف الثقافات والأفراد) فمن إستراتيجيات حس التغيير «العقلانية العملية والتثقيف والتوعية والمشاركة في صنع الفرد الوطني والمبادرة في التخطيط وبحث البدائل المناسبة باستمرار والتي تسعى لتحقيق الأهداف العامة وتطبيق الوعي المنظم لذلك الحس الوطني». وأما النمط الثاني فهو «إدارة الوقت» لحسنا الوطني، ففي الإسلام الوقت نعمة ومسؤولية نحاسب عليها أمام الخالق سبحانه وتعالى، وللأفراد أن نركز الجهود في أعمالنا ونحقق الأهداف التي رسمتها دولتنا ونؤدي الأعمال بفعالية وإخلاص، وللمنظمات أن تحدد الوسائل وترسم الخطط وتخلق روح الابتكار والتضحية والتطوير بين العاملين لديها وتجعل مبدأ الكفاءة هو النبراس لذلك الحس. وللمجتمع أن يمنع الهدر والإسراف وأن يستعد لتحديات المستقبل وأن يكون الحس الوطني عاملا من عوامل الرقي لديه أولا وأخيرا. وعلى قائد هذا النمط أن يرسم الثقة ويوطن الولاء بين الأفراد والقادة والوطن. (ومضة) كن قائدا تزرع الحس والذات في أرض الوطن.