FAlhamid@ «إن الدبلوماسية السعودية تهدف في جانب منها إلى إقناع روسيا بألا تضع جميع أوراقها خلف إيران في المنطقة، ومن أجل إقناع روسيا بأن السعودية تُعَد رهانا أفضل من إيران في المنطقة، نسقت أخيرا سياساتها النفطية معها، وهذه قد تكون أهم صفقة لموسكو في العصر الحديث».. هذا هو ما قاله ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان نصا في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» قبل أيام عدة، معبرا عن رؤيته لأحد جوانب العلاقات السعودية الروسية، وطبيعة الشراكة النفطية بين موسكووالرياض والتي كما وصفها «قد تكون أهم صفقة لموسكو في العصر الحديث». الحديث عن مستقبل العلاقة بين الرياضوموسكو يأتي في ضوء زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لموسكو اليوم (الأربعاء) لإجراء محادثات معمقة مع نظيره الروسي سيرجي لافروف حول تطوير الشراكة وبحث أزمات المنطقة، خاصة الأزمتين السورية واليمنية، وسبل مكافحة الإرهاب. في الحقيقة توجد تباينات بين موسكووالرياض، في بعض الملفات السياسية وخصوصا الأزمة السورية، لكن مادام هناك حوار إستراتيجي مفتوح، فإن مساحة الخلافات ستختصر وقد تنتهي. والجميع يعلم أن العلاقات بين الدول عبارة عن «حزمة» مصالح إستراتيجية مشتركة، ولكن على موسكو أن تدرك، كما قال الأمير الشاب محمد بن سلمان، أن السعودية رهان أفضل من إيران، وهذا لا يعني بالضرورة إنهاء علاقات موسكو مع طهران، ولكن هناك قواسم ومنطلقات مشتركة يمكن البناء عليها في روزنامة العلاقات التاريخية بين البلدين والتي لا تعتبر وليدة اليوم، خصوصا في ما يتعلق بتعزيز الشراكات والتحالفات بين السعودية وروسيا في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وفي الوقت نفسه تنسيق سياسات البلدين حيال أزمات المنطقة بما يسهم في إحلال الأمن والسلام ومكافحة الإرهاب. ومع وجود إدارة أمريكية جديدة في البيت الأبيض، فإن المنطقة تحتاج إلى تمازج وتقارب وتوازن في ميزان القوى، وليس انفرادا بالقرار السياسي، والدخول في أجواء حرب باردة جديدة تؤدي إلى مزيد من التصعيد في المنطقة، واضعين في الاعتبار أن لكل دولة مصالحها وساسياتها. ومن المهم أن تأخذ موسكو بعين الاعتبار مصالح دول الخليج في المنطقة والمشاركة بفعالية في قضايا الشرق الأوسط، بعيدا عن المصالح الإيرانية وتوجهات نظام الأسد اللذين قدما نموذجا ليس له مثيل في دعم الإرهاب وحواضنه في المنطقة. ومن المؤكد أن الجبير سيطرح الرؤى السعودية حيال المشهد السياسي في المنطقة، وسبل حل الأزمة في سورية واليمن، وتعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب وتحديدا «داعش» في ظل تنامي قوة الجماعات المتطرفة، فضلا عن الوضع الصعب الذي تمر به عملية السلام في الشرق الأوسط.، والسعي من قبل البلدين اللذين يعتبران أكبر منتجين للنفط في العالم، إلى إيجاد السبل لدعم سوق النفط ومواجهة انهيار الأسعار بتنسيق عال. ومن هنا، فإن إبقاء الحوار المفتوح بين الرياضوموسكو، والسعي إلى تعزيز الشراكة الإستراتيجية، هو أفضل الحلول والرهانات لتجاوز التباينات، إذ إن المصالح الإستراتيجية هي التي تقود العلاقات.. وتنهي الخلافات.