aalqomsha@ تحول طريق (بيشة-الرين-الرياض) الذي انتهى تنفيذه منذ عامين، إلى وبال ومصدر خطر للعابرين، بعد أن كان حلما راود سكان جنوب المملكة عموما، ومنطقة عسير خصوصا، لأنه سيختصر المسافة بأكثر من 400 كلم، فالطريقان اللذان يربطان الجنوب بالعاصمة الرياض مرورا بوادي الدواسر أو رنية يزيدان على 1000 كلم، وكان السفر من خلالهما هاجسا كبيرا للمسافرين، ولكن للأسف حين تحولت حركة السير للمسافرين القاصدين الجنوب من المناطق الوسطى والشرقية والشمالية والعكس، عبر هذا الطريق تضاعف ضغط المركبات عليه، وأدى إلى مزيد من الحوادث اليومية نتيجة تدفق الشاحنات بمختلف الأحجام، لنقل البضائع وغيرها، وأعداد كبيرة من سيارات صغيرة للمسافرين، في رحلات مختلفة الأغراض. وتتزايد الحركة والحوادث على الجزء الرابط بين الرين وبيشة، التي يقدر طولها ب 500 كم، وأصبحت مسرحا للمخالفات المرورية اليومية، نجم عنها حوادث مأساوية قاتلة، خلفت خسائر بشرية ومادية كبيرة في فترة وجيزة هي عمر الطريق، وزاد من تلك الخسائر انعدام المراكز الأمنية والإسعافية على الطريق. ورأى عبدالله الشهراني أن التجاوز الخاطئ يتسبب في ما يزيد على 50% من الحوادث المرورية على طريق بيشة الرين، واستخدام الجوال أثناء القيادة، مستشهدا بأن غالبية الحوادث هي اصطدام وجه لوجه، وهذا يؤكد أن إحدى المركبتين كانت تسير في الاتجاه المعاكس لمحاولة السائق التجاوز، أو انحرافه عن مساره بسبب الغفلة أثناء استخدام الجوال أو النعاس. وبين الشهراني أن الطريق يعتبر من المسارات المحورية المهمة التي تربط وسط المملكة بجنوبها بأقصر مسافة، فالطريق يتميز باستقامة مساره، ولا توجد فيه أي تعرجات، أو منحنيات خطرة، ما شجع نسبة كبيرة من المسافرين من الجنوب للوسطى أو العكس على استخدامه، حتى الراغبين في أداء العمرة أو الحج من وسط المملكة أو شرقها وشمالها أصبحوا يستخدمونه. وذكرالشهراني أن الطريق باتوا يطلقون عليه «خط المآسي» رغم أن عمره لم يتجاوز العامين، مبينا أن أسباب الحوادث تنحصر في التهور والسرعة في القيادة، يقابله غياب المراكز الأمنية التي يمكن أن تضبط الحركة على امتداد الطريق وتمنع التهور والانفلات في قيادة المركبات صغيرها وكبيرها. وطالب الشهراني الجهات المختصة بالمسارعة في افتتاح مراكز لأمن الطرق والدفاع المدني، ومراكز إسعافية على مسافات متفاوتة بشكل استثنائي للحفاظ على الأرواح التي تزهق كل يوم، والأموال التي تتبدد بشكل كبير على هذا الطريق، مشيرا لتصريح سابق لمدير عام أمن الطرق في المملكة نشر في «عكاظ» عن اعتماد 7 مراكز لأمن الطرق على هذا الطريق لكن حتى الآن لم تفتتح. وأشار محمد القحطاني أن الإعلامي المخضرم سعيد بن أحمد عسيري كان آخر الضحايا في حادثة على طريق بيشة-الرين الأسبوع الماضي، وربما توفي كثيرون بعده، إلا أننا لا نعرفهم، لافتا إلى أن ما يزيد من المآسي هو احتراق المركبات على ركابها وعدم توافر مراكز للدفاع المدني على الطريق مما ينتج عنه تفحم كثير من ركاب السيارات المحترقة. وأكد عبدالله السبيعي أن ازدواجية الطريق أصبحت مطلبا مهما وعاجلا ليس على مستوى الفرد فقط فالطريق ساهم وسيساهم في خدمة القطاعات الحكومية أيضا، مشددا على أهمية اعتماد الازدواجية في أسرع وقت حتى لو اضطرت وزارة النقل لاستثنائه من الأولويات المجدولة تقديرا لأهميته اجتماعيا واقتصاديا وسياحيا، والمساهمة في حفظ الأرواح والأموال التي ذهبت ضحايا لهذا الطريق. أسباب تزايد الحوادث على الطريق ولخص شجاع السبيعي أسباب الحوادث التي تقع على الطريق في عدة نقاط منها: السرعة الجنونية، والتهور في القيادة والتجاوز الخاطئ، واستخدام الجوال والنعاس، خصوصا أن بعض السائقين يكابرون بالقيادة وهم يغالبون النوم، إضافة إلى افتقاد الطريق للازدواجية، متمنيا من الجهات المختصة بالمساهمة عاجلا كلاً في مجاله بإيجاد الحلول لهذه المشكلة التي أصبحت تؤرق المجتمع بشكل عام ومستخدمي الطريق بشكل خاص.