يعلم المراقبون السياسيون أن المملكة العربية السعودية منذ أن تأسست على يديّ الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، لا تزال سائرة بخطى ثابتة في سياستها الداخلية والخارجية، إذ تؤكد دائماً دعمها للقضية الفلسطينية، وشجب كل محاولات التدخل في شؤون دول الجوار، والوقوف مع كل الدول الإسلامية إزاء القضايا التي تواجهها. ولم تكن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في قمة البحر الميت في المملكة الأردنية الهاشمية أخيراً، إلا تأكيداً لهذه السياسة الثابتة التي لا يمكن أن تحيد عنها، مستلهمةً رؤيتها من دستورها القرآن الكريم والسنة النبوية، وجاءت الكلمة داعمةً للقضية الفلسطينية، ومؤكدةً على حل الدولتين في فلسطين، والوقوف التام مع الحكومة الشرعية في اليمن لإعادة الاستقرار، والبحث عن الحل السياسي لإنهاء الأزمة السورية. ولا تزال المساعي الحثيثة التي تقوم بها المملكة في المطالبة بإعادة هيكلة الجامعة العربية وإصلاحها، إذ أصبحت مسألة ضرورية ينبغي الإسراع في تحقيقها، جاء ذلك تأكيداً لرغبة المملكة في توحيد الصف العربي، والوقوف كالبنيان المرصوص لمستقبل عربي أفضل.