saleh771399@ تحلى الطفل يوسف غرم الله الزهراني بقدر كبير من الشجاعة والإنسانية والإحساس بالآخرين فاقت عمره، الذي لم يتجاوز 11 عاما، حين جازف بحياته وأنقذ أسرة مكونة من أم وثلاث طفلات. وروى الطفل الزهراني تفاصيل الموقف البطولي الذي جسده في حي الندى بالدمام، مشيرا إلى أنه خرج ليتحقق من رائحة الدخان التي وصلت إليهم داخل منزلهم، ولم يفكر بالعودة لإخبار والده الذي كان جالساً معه في المنزل عندما رأى الدخان وسمع الصراخ من المنزل. واتجه الصغير فورا إلى الشقة المجاورة المنبعث منها الدخان، وأخرج الفتيات الصغيرات قبل أن يتجه لوالدتهم ليساعدها. وأوضح يوسف الذي يدرس في الصف الخامس الابتدائي أنه تعلم كيف يتصرف في حال اندلع حريق من خلال الدروس في مادتي لغتي والعلوم، إضافة إلى الاتصال بالدفاع المدني على رقم 998. من جهته، أوضح أبو يوسف أنه كان جالسا مع ابنه أمام التلفاز، حينما تسللت إليهم رائحة الحريق، مشيرا إلى أن صغيره بادره بالقول:«فيه ريحة حريق يا بوي!». وذكر أبو يوسف أنه طلب من ابنه الخروج ليستجلي الأمر، لافتا إلى أنه حين تأخر في العودة خرج ليتحقق، فإذا بالأدخنة تتصاعد من منزل جارهم. وقال:«هرولت إليهم وإذا بولدي ممسكاً بأيدي بعض أفراد الأسرة مهرولاً بهم لخارج المنزل، إذ تفاجأت أنه قد أخرج ثلاث فتيات قبل أن يساعد الأم في الخروج من الغرفة»، موضحا أنه عثر على أحد جوالات الأسرة داخل البيت واستطاع الاتصال بالدفاع المدني الذي تمكن حينها من التعامل مع الحادثة وإخماد الحريق. وأفاد بأنه تلقى اتصالا من مديرية الدفاع المدني وإمارة المنطقة لتكريمه على موقفه البطولي. من جانبه، أوضح المتحدث باسم الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية العقيد منصور الدوسري ل«عكاظ» أن غرفة العمليات بالدفاع المدني تلقت بلاغاً من أحد الأطفال يفيد بوجود حريق في شقة بالطابق الثاني في عمارة مكونة من طابقين بجوار منزلهم الكائن في حي الندى بمدينة الدمام. وأكد الدوسري أن فرق الدفاع المدني تحركت على الفور للموقع، وسيطرت على الحريق وأخمدته، لافتا إلى أن التحقيقات الأولية عزت الحريق إلى سقوط جمر من مبخرة على السجاد، واندلاع ألسنة اللهب التي وصلت إلى الستائر في غفلة من السكان. وأثنى الدوسري على الموقف البطولي الذي قدمه الطفل الزهراني، في إنقاذ امرأة وثلاثة من أطفالها.