دارت معارك طاحنة اليوم الثلاثاء في شرق دمشق بعد هجوم جديد للفصائل المقاتلة على مواقع قوات النظام السوري، مع الاستعداد لجولة جديدة من المفاوضات في جنيف الخميس تحت رعاية الأممالمتحدة للتوصل إلى حل للنزاع. وشنت فصائل مقاتلة فجرا هجومها انطلاقا من حي القابون في شمال شرق العاصمة حيث تدور المعارك على بعد نحو عشرة كيلومترات من وسط دمشق. وذكرت مصادر محلية أنه سمع دوي انفجار قوي في حوالى الخامسة والنصف صباحا (3,30 ت غ) تبعه قصف عنيف لم يتوقف منذ ذلك الحين. ورجح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن يكون الانفجار ناجما "عن هجوم بسيارة مفخخة على موقع لقوات النظام بين حي جوبر والقابون". وأفاد المرصد أن "المعارك العنيفة تجددت فجر اليوم في محاور المعامل وكراش والكهرباء ومحيط السيرونكس بحي جوبر وأطرافه وتترافق الاشتباكات مع تنفيذ طائرات حربية غارات على محاور القتال بالإضافة للقصف الصاروخي المتبادل والعنيف بين الطرفين". واشتدت المعارك قبل ظهر الثلاثاء، وارتفعت سحب من الدخان الأسود فوق المنطقة. وشنت الفصائل المسلحة الأحد هجوما مفاجئاً انطلاقا من حي جوبر على حي العباسيين وهي أقرب نقطة يصلونها من وسط دمشق منذ سنتين. وهدأ القصف مساء الاثنين واستمر الهدوء لساعات عدة وفتحت المتاجر أبوابها واستؤنفت حركة السير في دمشق. وتجددت المعارك قبل جولة جديدة من المفاوضات بين ممثلين عن النظام السوري والمعارضة من المقرر أن تبدأ الخميس في جنيف برعاية الأممالمتحدة. وأعلنت الأممالمتحدة الثلاثاء ان وفدي الحكومة السورية والمعارضة أكدا حضورهما. وقالت الناطقة باسم الأممالمتحدة، أليساندرا فيلوتشي، للصحفيين إن المبعوث الخاص إلى سورية، ستافان دي ميستورا، يلفت إلى أن "كل المدعوين الذين حضروا الجولات السابقة من المفاوضات في فبراير 2017 أكدوا مشاركتهم". وأوضحت أن مساعد المبعوث الخاص للأمم المتحدة، رمزي عز الدين رمزي، سيتولى مهمة استقبال وفدي الحكومة السورية والمعارضة، الخميس، لإطلاق هذه الجولة الخامسة من المفاوضات. وأضافت أن مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سورية، دي ميستورا، يزور عواصم عدة وسيكون في الساعات ال48 في موسكو وأنقرة اللتين تشرفان على رعاية اتفاق وقف إطلاق النار في سورية وعملية السلام. وسبق أن نظمت 4 جولات من المفاوضات في جنيف تحت إشراف الأممالمتحدة منذ عام 2016، لكن دون التوصل إلى حل لهذا النزاع.