OKAZ_online@ أكد مختصون ل«عكاظ» أهمية وضع نظام لمكافحة السمنة، لافتين إلى أن دراسة مجلس الشورى لهذا النظام أمر ضروري يسهم في وقاية المجتمع من مضاعفات الأمراض الناتجة عن السمنة، داعين إلى سرعة إنجاز الدراسة لوضع ملامح النظام كون السعودية ضمن الدول ال10 الأول في نسب انتشار السمنة. وقال أستاذ واستشاري الغدد الصماء بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين الأغا: «إن وجود نظام لمكافحة السمنة أمر ضروري لحماية أفراد المجتمع والأجيال من المرض ومضاعفاته»، مبينا أنه خلال ال20 عاماً الماضية انتشرت السمنة بين فئات الأطفال والبالغين والمراهقين والشباب في المجتمع السعودي، ما أدى إلى زيادة ظهور السكر من النمط الثاني لدى هذه الفئات العمرية، مشيراً إلى أن هذا النمط من السكري لم يكن معروفاً في العقود السابقة إلا في البالغين وكبار السن، ويقدر عدد الحالات الجديدة للنمط الثاني لدى شرائح الأطفال 4000 حالة سنوياً بسبب انتشار السمنة. وأكد أن المجتمع السعودي مر بمراحل عدة تطورت فيها الحياة الاجتماعية والاقتصادية بسرعة وبصورة غير تدريجية توافرت فيها المواد الغذائية بصورة كبيرة وبنوعيات هائلة ولم يتبع هذا التطور نوعية صحية لتحديد الاختيار وتنظيم الغذاء، وكان هناك غياب وقصور للتوعية الصحية والغذائية، ما تسبب في ظهور طفرة في الوزن في معظم البلاد العربية مع عدم ممارسة الحركة والمشي والخلود للراحة والاسترخاء والنوم بعد الوجبات الدسمة. أما رئيس الجمعية السعودية للرعاية الصحية المبنية على البراهين البروفيسور توفيق أحمد خوجة فأوضح أن وجود نظام لمكافحة السمنة يسهم في الحد من استشراء ظاهرة السمنة والمضاعفات المترتبة عليها، لافتاً إلى أن السمنة المكتسبة وصلت إلى 44% ومن المتوقع أن تتجاوز 65% خلال الأعوام الثلاثة القادمة في ظل عدم الاهتمام بالنمط الغذائي وعدم ممارسة الرياضة، مؤكداً أن كل الأمراض التي تحدث من وراء السمنة يمكن تجنبها من خلال التقيد بالسلوكيات الصحية السليمة، إذ إن المؤشرات تبين أن 65% من أفراد المجتمع الخليجي وتحديداً السعودي لا يمارسون الرياضة وأقلها المشي، وهذا ما انعكس على زيادة نسب الأمراض. ولفت استشاري طب وجراحة العيون الدكتور ياسر المزروعي إلى أن مضاعفات السمنة لا تتوقف على القلب والسكري بل تمتد إلى العيون، وقال: «عندما يصاب الفرد بالسمنة فإنه يكون مهيأ للإصابة بالسكري، وفي هذه الحالة وعند عدم الاهتمام بعلاج السكري والمحافظة على نسبه فإنه يكون عرضة لتدهور شبكية العين، لذا فإن المحافظة على الوزن الصحي يحمي الإنسان من كل الأمراض». وأكد أن وجود المملكة على قائمة الدول المتصدرة في السمنة والسكري مؤشر يدعو إلى تكثيف كل البرامج التوعوية لحماية المجتمع والأجيال. وحذر استشاري النساء والولادة الدكتور محمد يحيى قطان من ارتفاع معدلات السمنة في المملكة وخصوصا بين الأطفال، بعد أن بينت الإحصائيات أن النسب سجلت 50% بين النساء و30 % بين الرجال استناداً على عوامل عدة من أهمها الفئة العمرية والجنس والمستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للفرد، مضيفاً أن جميع الدراسات العالمية والمحلية أكدت على زيادة نسب السمنة عند أفراد المجتمعات وخصوصاً في الدول النامية نتيجة الأطعمة المحتوية على نسب عالية من الدهون، وغياب البرامج الوقائية التي تحث الأطفال على عدم الإكثار من الوجبات السريعة وضرورة ممارسة الرياضة لتجنب زيادة الوزن الذي يمهد للسمنة وما يترتب عليها من مضاعفات.