OKAZ_online@ رغم تصاعد وتيرة الخطر الصحي والبيئي جراء المخلفات البلاستيكية في العقود الأخيرة، إلا أن دولاً كثيرة ما زالت عازفة عن المعالجات التقنية لمعضلة «مخلفات البلاستيك»، التي تقدر ب 30% من إجمالي النفايات للفرد الواحد. وتعكف عدد من الدول على استخدام تقنية تدوير النفايات البلاستيكية للحد من تأثيراتها السلبية على البيئة والإنسان، بيد أنه وبالنظر إلى خريطة العالم، يجد الباحث عزوفا كثيرا من الدول لتلك التقنية، ما تراه نائب رئيس مجلس إدارة البيئة السعودية الدكتورة ماجدة أبو راس بالخطأ الفادح، منتقدة في الوقت ذاته الإفراط في استخدام الأكياس والعلب والعبوات والمنتجات البلاستيكية في حفظ الأطعمة. وتقول أبو راس أستاذ علم التقنيات الحيوية للملوثات البيئية إن المفرطين في استخدام الأكياس والعبوات البلاستيكية غير مكترثين بالتفاعل الكيميائي الضار لحرارة الطعام أو انخفاض درجات البرودة أثناء تخزين الأطعمة في الفريزرات مع اللدائن البلاستيكية. وأكدت ثبوت تأثر المواد المعبأة في عبوات بلاستيكية بصفات المادة البلاستيكية، وتندرج درجة التأثر بنوع خامة العبوة، طريقة تصنيعها، تاريخها الإنتاجى، سماكة العبوة، درجة النفاذية للغازات وبخار الماء، درجة النفاذية للضوء، انتقال بعض جزيئات اللدائن أو المواد المضافة المستخدمة فى صناعتها إلى الأغذية المحفوظة فيها، وانتقال بقايا الألوان والأحبار المستخدمة فى الطباعة، وبقايا المثبّتات والمشحّمات والمواد اللاصقة. وأشارت إلى دراسة هذه العوامل في تلوث محتويات العبوة التي انتهت إلى تحديد كمية مسموح بها دولياً، مضيفة «ولنعلم أن العبوات الحافظة البلاستيكية عبارة عن مركبات كيميائية قابلة للاتحاد مع غيرها أو التحلل أو التفكك الكيميائى بفعل الحرارة أو الرطوبة أو الغازات، فإذا تسربت إحدى المواد المشار إليها فى مكونات البلاستيك إلى داخل العبوة فإن هذه المواد تذوب فى الغذاء، ويحصل تحول كيميائى أو بيولوجى لمحتويات العبوة يكون أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بالأمراض الخبيثة لا قدر الله، حيث إن تكرار استخدام العبوات البلاستيكية يؤدي إلى وجود متبقيات من مادة البلاستيك فى دمّ الإنسان التي تعد من المسببات لأخطر الأمراض».