يستعمل فى صناعة المواد البلاستيكية مركبات تسمى "Polymers" وهى تتكون من وحدات من مادة عضوية أو أكثر ذات وزن جزيئى كبير قابل للتشكيل، هناك خمسون نوعا من البوليمرات التى تدخل فى صناعة البلاستيك، يمكن تصنيفها الى مجموعتين رئيستين: Thermplastic نوع من البلاستيك يكون صلبا على درجة الحرارة العادية ويمكن إذابته وإعادة تصنيعه مثل البولي بروبلين، والبولى اثيلين 2-Thermosetting نوع من البلاستيك لا ينصهر بالحرارة فلا يمكن إعادة تشكيله مثل ميلامين فورمالدهيد، فينول فورمالدهيد. وقد ثبت علميا أن المواد المعبأة فى عبوات بلاستيكية تتأثر الى حد كبير بصفات المادة البلاستيكية وتندرج درجة التأثر بنوع خامة العبّوة، وطريقة تصنيعها، وتاريخها الإنتاجى، سماكة العبّوة، درجة النفاذية للغازات وبخار الماء، درجة النفاذية للضوء، انتقال بعض جزيئات اللدائن او المواد المضافة المستخدمة فى صناعتها الى الاغذية المحفوظة فيها، انتقال بقايا الالوان والاحبار المستخدمة فى الطباعة، وبقايا المثبّتات والمشحّمات والمواد اللاصقة. وقد تمت دراسة هذه العوامل فى تلوث محتويات العبّوة وانتهت الى تحديد الكمية المسموح بها دوليا. ولنعلم ان العبّوات الحافظة البلاستيكية هى مركبات كيميائية قابلة للاتحاد مع غيرها او التحلل او التفكك الكيميائى بفعل الحرارة او الرطوبة او الغازات فإذا تسربت إحدى المواد المشار إليها فى مكونات البلاستيك إلى داخل العبّوة فإن هذه المواد تذوب فى الغذاء، ويحصل تحول كيميائى او بيولوجى لمحتويات العبّوة يكون أحد الاسباب الرئيسية للإصابة بالأمراض الخبيثة لا قدر الله، حيث ان تكرار استخدام العبّوات البلاستيكية يؤدى الى وجود متبقيات من مادة البلاستيك فى دمّ الإنسان التى تعد من المسببات لأخطر الأمراض. كما أن المواد الدهنية يسهل نفاذها من الغذاء إلى العبّوة البلاستيكية ويتوقف هذا التسرّب على درجة الحرارة وطول فترة التخزين. وتجدر الاشارة إلى أن المادة البلاستيكية عند درجة الحرارة العالية تنتج مركّبا كيميائيا صعب التحلّل فى شكل مادة الديوكسين المحرّمة دوليا. وكانت منظمة الصحة العالمية ذكرت مؤخرا فى تقرير لها أن نسبة مادة الديوكسين زادت مؤخرا فى ألبان الأمهات المرضعات التى تعد السبب الرئيسى وراء الارتفاع الكبير فى الامراض السرطانية. وذكرت دراسات فى إحدى مجلات مستشفى جونز هوبكنز الدورية، أن عملية التسخين باستخدام مواد بلاستيكية يسبب مرض السرطان، وقد أوصت الدراسة بعدم تسخين الاوانى البلاستيكية فى المكروويف، إضافة إلى ذلك فقد شاع استخدام الغشاء البلاستيكى اللاصق للأغذية لدى ربات البيوت فى تغليف بعض الأغذية قبل حفظها فى الثلاجة، وقد حذّرت السلطات الصحيّة البريطانية من استخدام هذا النوع فى تغليف الأغية تفاديا لنقل بعض مكوناته إلى الطعام، خاصة عند احتوائه على الدهون كالجبن والزبد. وهذه نصائح عامة لربات البيوت والمسؤولين فى امانات مدن المملكمة: وضع الخبز وهو ساخن فى سلّة خاصة او كياس ورقية او كرتونية مصنوعة من مواد نظيفة وليس عليها احبار الطباعة. وضع مياه الشرب فى زجاجات بدلا من العبوات البلاستيكية. عدم وضع الأغذية الساخنة فى أطباق بلاستيكية بما فيها المصنوعة من الميلامين تجنبا لحدوث تفاعلات بينهما وأفضليّة استخدام أدوات الطبخ المصنوعة من الخزف أو الزجاج. تجنّب استخدام العبّوات البلاستيكية التى قد تكون فيها المواد الملّونة غير ثابتة أو تتأثر بالأحماض والزيوت والحرارة فى حفظ الأغذية التى توضع فيها وعدم لف الأغذية بالغشاء البلاستيكى اللاصق قبل تسخينها داخل أفران الميكروويف. تجنب تخليل الخضروات كاللفت والخيار والجزر داخل عبّوات بلاستيكية ملٌونة. يمكن استخدام بلاستيك عديد الايثيلين (PE) بنوعيه فى تعبئة الاغذية المحتوية على دهون كاللحوم والدواجن المبرّدة والمجمّدة والزبد. على أمانات مدن المملكة التعميم على جميع المطاعم وخصوصا مطاعم الاكلات الشعبية عدم استخدام العبّوات البلاستيكية فى تغليف الاطعمة وإجبارهم على استخدام العبّوات المصنوعة من القصدير او الكرتون الجيد او بإمكان الشخص إحضار الوعاء الخاص به من المنزل المصنوع من الستيل او الستانليس ستيل. على امانات مدن المملكة توجيه مصانع المياه المعبأة باستخدام سيارات مبردّة لنقل عبّوات المياه البلاستيكية بدلا من نقلها بواسطة سيارات مكشوفة تعرضها لحرارة الشمس الحارقة وخصوصا فى فصل الصيف. والجدير بالذكر أن هذه الإجراءات الوقائيّة سوف توفّر للدولة كثيرا من الأموال التى ستُنفقها لتوفير العلاج للمرضى ضحايا هذه المواد الخطيرة لا قدّر الله. نسأل الله السلامة للجميع. * مهندس مستشار سلامة صناعية