عاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى سلطنة بروناي دار السلام بعد عقدين من الزمان، إذ زارها لأول مرة عام 1418، حينما كان أميرا لمنطقة الرياض. وقال في تصريح له عقب لقائه سلطان بروناي، السلطان حسن بلقيه «إن العلاقات بين المملكة وسلطنة بروناي دار السلام علاقات مميزة، ومثل هذه الزيارة هي تعبير عن هذه العلاقة الوثيقة، مشيرا إلى أن هناك اتفاقا كاملا في سياسة البلدين». ويعود تاريخ العلاقات بين المملكة العربية السعودية وسلطنة بروناي دار السلام إلى عام 1992، عندما تم تمثيل سعودي غير مقيم من خلال السفارة السعودية في الفلبين، وتركز معظم العمل فيها على تأشيرات الحج والعمرة ومشاركة مسؤولين بروناويين في مؤتمرات أو اجتماعات بالمملكة. وفي عام 1995 تم افتتاح سفارة المملكة في العاصمة البروناوية بندر سيري بيغاوان بمستوى قائم بالأعمال، وفي عام 2001 تم تعيين أول سفير سعودي في العاصمة البروناوية، فيما تم في يوليو 2001 التوقيع بالأحرف الأولى على مسودة الاتفاقية المشتركة بين البلدين وذلك في مقر وزارة الخارجية البروناوية، وتشمل التعاون في مجالات الاقتصاد بما في ذلك تعزيز دور السياحة والاستثمارات المشتركة مثل الصناعة والبترول والمعادن والبتروكيماويات والزراعة والثروة الحيوانية والمشاريع الصحية فضلا عن الثقافة والشباب والرياضة، وتمت المصادقة النهائية عليها من قبل حكومتي البلدين في عام 2007. وفي شهر رمضان من عام 1419، قام السلطان حسن البلقيه سلطان بروناي دار السلام بزيارة إلى المملكة، حيث عقد معه الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز اجتماعا تم خلاله بحث العلاقات الثنائية بين البلدين واستعراض شامل لمجمل الأوضاع على الساحتين الإسلامية والدولية. كما استقبل الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز في قصره بالرياض عام 1433، وزير الخارجية والتجارة بسلطنة بروناي دار السلام الأمير محمد بلقيه، جرى خلاله استعراض عدد من الموضوعات التي تهم البلدين الشقيقين. وشهد عام 1418 الزيارة الأولى لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حينما كان أميرا لمنطقة الرياض إلى سلطنة بروناي دار السلام، حيث وصل إلى بندر سيري بيغاوان في التاسع عشر من شهر ذي الحجة ليبدأ زيارة رسمية تلبية لدعوة من السلطان حسن بلقيه سلطان بروناي. واستقبل السلطان حسن البلقيه خادم الحرمين الشريفين، الذي قدم له في ختام الاستقبال هدية تذكارية عبارة عن سيف يحمل شعار المملكة. وقال الملك سلمان بن عبدالعزيز، في تصريح له آنذاك، إن زيارته هذه هي أول زيارة لسلطنة بروناي، وإن العلاقات بين المملكة وسلطنة بروناي دار السلام علاقات مميزة ومثل هذه الزيارة هي تعبير عن هذه العلاقة الوثيقة، مشيرا إلى أن هناك اتفاقا كاملا في سياسة البلدين. وعقد الملك سلمان -أمير منطقة الرياض آنذاك- خلال الزيارة اجتماعا مع وزير خارجية بروناي دار السلام تبادلا خلاله الأحاديث الودية واستعرضا العلاقات الوثيقة بين البلدين. وقام بزيارة لجامع السلطان عمر علي سيف الدين وصلى فيه ركعتي تحية المسجد، ثم سجل كلمة في سجل الزيارات حمد الله فيها على نعمة الإسلام التي أنعم بها على المسلمين وسأل الله عز وجل أن يزيد بروناي وشعبها برعاية السلطان حسن البلقيه التوفيق في خدمة الإسلام. كما زار المتحف الوطني واستمع إلى شرح مفصل عن المخطوطات والتحف الأثرية التي يحويها في أقسامه المختلفة التي تعود إلى حقب زمنية متفاوتة. وفي 17 من شهر ربيع الآخر من عام 1437، استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، نائب وزير الدفاع في سلطنة بروناي الفريق داتو عبدالعزيز محمد تميت، جرى خلاله استعراض مجالات التعاون بين المملكة وسلطنة بروناي دار السلام، في المجالات الدفاعية. ويشارك المسؤولون من الجانبين دائما في الفعاليات والمناسبات التي تخص كلا منهما، فنجد الزيارات تتم في الاحتفاء باليومين الوطنيين للمملكة والسلطنة، كما تشارك وفود عدة في تقديم واجب العزاء من الجانبين. اتفاقية عامة للتعاون وخلال استقبال السلطان حسن البلقيه لوزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني عام 1427 جرت مراسم التوقيع على الاتفاقية العامة للتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والفني والتعليمي والثقافي وقطاع الشباب والرياضة بين حكومتي المملكة وسلطنة بروناي دار السلام، إذ وقعها عن الجانب السعودي وزير الدولة للشؤون الخارجية وعن جانب سلطنة بروناي الوزير الثاني للشؤون الخارجية والتجارة البيهن ليم جوك سينغ. وشهد عام 1433 زيارة وفد من جامعة سيري بيغاوان للتربية الدينية بسلطنة بروناي دار السلام لجامعة أم القرى استمرت خمسة أيام تضمنت لقاء مع مدير الجامعة إلى جانب التجول على مرافق المدينة الجامعية وزيارة الكليات العلمية والشرعية واللغوية والتربوية علاوة على زيارة معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة ومعهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها. شهادة الحج ويقف الحج شاهدا على عمق العلاقات بين المملكة وبروناي، إذ يشهد موسم الحج توافد العديد من الحجاج من بروناي دار السلام لأداء مناسك الحج تقدمهم في مرات عدة جلالة السلطان حسن البلقيه. ويسهم حجاج بروناي مع غيرهم من الحجاج في إنجاح موسم الحج في كل عام وهو الأمر الذي ينعكس إيجابا على مسؤولي البلدين، فنجد سلطنة بروناي دار السلام تهنئ المملكة على نجاح مواسم الحج وخلوه من الأمراض الوبائية والمحجرية. وتعرب السلطنة في كل مرة عن امتنانها العميق للمملكة على تقديمها أفضل الخدمات والرعاية بحجاج بيت الله الحرام. العلاقات الاقتصادية ومُضيّاً في تنمية العلاقات الاقتصادية بين المملكة وبروناي دار السلام اجتمع وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي العام الماضي مع وزير الطاقة بمكتب رئيس الوزراء في سلطنة بروناي دار السلام بهين داتو حاج عمر، إذ ناقشا أوضاع السوق البترولية الدولية، والتعاون الثنائي بين البلدين في مجالات الطاقة، ومنها الاستثمارات المشتركة، في العمليات اللاحقة، وفرص الاستثمار البترولية للشركات السعودية في بروناي. يذكر أن سلطنة بروناي تقع في شمال غرب جزيرة بورنيو وتطل على بحر الصينالجنوبي وتحدها ماليزيا من جميع الاتجاهات باستثناء الساحل الشمالي، وهي ثالث أكبر بلد منتج للنفط في جنوب آسيا ورابع بلد منتج للغاز الطبيعي المسيل في العالم. وتبلغ المساحة الإجمالية لسلطنة بروناي 5765 كيلومترا مربعا وعاصمتها بندر سيري بيغاوان، ومن مدنها الرئيسة بروناي كوالا وبيلايت وسيريا وتوتونغ وعملتها الوطنية دولار.