القصص المأساوية لحوادث المرور في المملكة يصعب حصرها، ووفقاً لإحصائيات الإدارة العامة للمرور تسجل المملكة ست إصابات لكل ثمانية حوادث، بينما النسبة العالمية إصابة لكل ثمانية حوادث. فيما يقدر الفاقد الوطني جراء الحوادث المرورية أكثر من 4.7%؛ وذلك وفقاً لنائب رئيس جمعية (سلامة) المهندس سلطان الزهراني. ومن بين أسوأ الحوادث المرورية وأكثرها دموية وخسارة في الأرواح تأتي في المقدمة التي تنتج عن التحام السيارات الصغيرة بأسفل الشاحنات والمقطورات من جوانبها الأربعة، فتؤدي جراء الاصطدام العنيف إلى هلاك الأرواح، ومن ينجو من الموت الفوري لم ينج من الإعاقة الجسدية أو الإصابة بكسور مضاعفة ومتعددة في الجسد، ناهيك عن الخسائر المادية، وأشارت دراسة مرورية حديثة بجامعة الملك سعود أن الحوادث الجسيمة للشاحنات، تعد أكثر خطورة من باقي الحوادث المرورية للمركبات الأخرى. وحذّرت الدراسة من حوادث الشاحنات، حيث يزيد احتمال حدوث وفيات على طرق الشاحنات بنسبة 35% على احتمال وقوعها على الطرق الأخرى، وأشارت الدراسة إلى أن أهم الأسباب الرئيسية لوقوع الحوادث المرورية الجسيمة للشاحنات الثقيلة هي الانحراف المفاجئ، عدم ترك مسافة كافية، السرعة الزائدة من دون مراعاة الطريق، وعدم تقدير مستعملي الطريق، عيوب في الشاحنات. وأوضحت الدراسة أن حوادث الشاحنات الثقيلة تمثل هاجساً كبيراً لمستويات السلامة المرورية في أنحاء العالم، وتشير الإحصائيات إلى أن الحوادث الجسيمة للشاحنات الثقيلة في الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 2012 تسببت في حوالى 19% من الوفيات و34% من الإصابات الناتجة من الحوادث المرورية، كما تسببت حوادثها في كندا عام 2010 في حوالى 72% من الحوادث المرورية، وحوالى 64% من الوفيات والإصابات في العام نفسه. وأوصت الدراسة بالعمل على إجراء مزيد من التدقيق عند إعطاء رخصة السياقة لقائدي الشاحنات الثقيلة وضرورة التأكد من تفهمهم الجيد لقواعد المرور والسلامة المرورية على الطرق، حيث أظهرت الدراسة أن أغلب قائدي الشاحنات في عينة الدراسة لم يحصلوا على أي مؤهل دراسي، وضرورة إجراء حملات توعية لقائدي الشاحنات الثقيلة للتأكيد على الخطورة الشديدة للقيام ببعض الأفعال الخطرة أثناء القيادة، ومنها الانحراف المفاجئ وعدم ترك مسافة كافية والسرعة دون مراعاة ظروف الطريق. وأوضحت إحصائيات الإدارة الاستراتيجية للسلامة المرورية بأرامكو السعودية أن 20 % من الحوادث المرورية كانت بسبب الشاحنات. ولذلك فإن دراسة (هيئة المواصفات والمقاييس والجودة السعودية) وإخراجها وإعلانها كلوائح فنية في موقعها الرسمي على (النت) ومن ثم تعميمها على بعض الجهات الرسمية المعنية بتطبيق هذه التوصية المهمة التي تعتبر من الأمور المفيدة في الحد من هذه الحوادث الدموية. وصدرت توجيهات ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف باعتمادها فكانت المبادرة من إدارة مرور الطائف، ومن ناحيتها ألزمت هيئة النقل العام بالمملكة جميع الشاحنات بتركيب حواجز الحماية من جنباتها كافة؛ وفق المواصفات والضوابط التي وضعتها الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة. وأكد رئيس هيئة النقل رميح الرميح أن الهيئة ستلزم جميع الناقلين بتركيب هذه الحواجز حفاظًا على أرواح سالكي الطرقات، موضحا أن المهلة الممنوحة لأصحاب الشاحنات لتنفيذ ذلك تنتهي في 31/ 12/ 2017. talal [email protected]