الخطة الإستراتيجية للمملكة العربية السعودية تحول حقيقي ليس مسبوقا في تاريخ المملكة. معظم الذين يتكلمون عن الخطة لم يقروها. النقد مهم لأي عمل. الأهم أن يكون موضوعيا. الهجوم سهل. هنالك ورش عمل وحراك وطني ممتد ومنتشر يبعث على التفاؤل. التغيير قادم وبقوة. نجاح الخطة عماده مواطن مخلص يعطي ويضحي ويتحمل. القطاع العام معظمه يجب إعادة هيكلته. لكن هل العاملون فيه على علم بالتغيير القادم. البعض يعتقد أن الخطة لا تعنيه. سيتغير كل شيء. التغيير سيشمل كل القطاعات. الصناعات والوكالات قد لا يصبح لها قيمة. فيسال شخص ما ماذا تعني. التغيير يجري كما يجري الماء تحت الأرض أو جريان السيل المنقول. هنالك مصانع تخسر اليوم لأن المستورد يصل إلى ميناء جدة بسعر أقل وجودة مماثلة إن لم تكن أفضل من منافس خارجي من دول عالم ثالث. المستثمر يطالب برفع الجمارك على المستوردات. اتفاقيات منظمة التجارة العالمية مطبقة حاليا وأنت ملزم بها. لكن مازال المستورد يقتل الصناعة المحلية. خذ مثالا خطيرا جداً: مصنع كلّف مئات الملايين من الريالات حاليا يخسر. أصحابه في ورطه ومصيدة استثمارية. هم أكبر موزعين للمنتجات. لو أقفل المصنع خسروا القدرة على مرونة الإنتاج وتقديم المرغوب من المنتجات للزبائن. واضطروا للاستيراد من دول وأسواق تفرض عليهم أسعارها المرتفعة. العملة في بلد منافس انهارت إلى الثلثين. أغرق السوق السعودي المنتج المستورد. غير الملاك الإدارة بإدارة أجنبية. جذور التحديات ليست في تغيير الإدارة ولكن في إيجاد الإستراتيجية الصحيحة أولا. معظم التغيير يسقط بمحتكري السوق لغياب القدرة على التخطيط الصحيح. شركة أخرى بدأت في السقوط المنحدر لسذاجة ملاكها وتسليم الإدارة لمعتوه تحكم في عقودها واستثمر فساد بعض الشركاء ليحصل على مكاسب سريعة وآنية، بينما يخطط المنافس للانقضاض على حصته وقلب الموازين. السبب عدم ملاحظة التغيير الحقيقي بسبب الإدارة من أبراج عالية والاعتماد على أجانب لا يوظفون في بلدانهم بوظيفة مماثلة. تستمع إلى هؤلاء فينتقدون الخطة 2030 وهي منهم براء. بها أو بدونها هم في طريق الخروج من السوق. لا يوجد قطاع واحد آمن من التغيير. والمخاطرة المتزنة والمدروسة هي أساس الأعمال. الدولة ليست مسؤولة عن مخاطر الأعمال. لكنها مسؤولة عن العدالة والدعم والتحفيز والمواصفات والمراقبة. فوجئت في اجتماع مع جهة شبه رسميه بمدى الفجوة بين القدرات والميزانيات والمخرجات. الخطة شاملة ولا يمكن إغفال أي قطاع بدون تحسين وتغيير. التحدي كبير. لكن أكبر تحدٍ هم أعداء الخطة الذين إما لا يريدون أي تغيير، أو أصحاب مصالح تتأثر بها أو معارضة. أو طابور خامس له مصالح معروفة واضحة وضوح الشمس. لكن الأمن الوطني يحتم حماية الوطن أولا. وثانيا توسيع المشاركة في الخطة والمنافع. وثالثا التسويق المحترف للخطة كما تسوق لمنتج بعينه. ورابعا الانغماس الكلي من القيادات الوزارية والمتحدثين الرسميين ولا تعليق. المرحلة تسمح للصعاليك بالقفز بسهولة والنقد. وحتى ظهور الإنجازات ومذابح الاستشاريين نظل نراقب مرحلة ستصبح ذكرى تنسى. النجاح قادم رغم أعداء النجاح والعون من الله على قدر النية.