أشار تقرير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة لعام 2015 أن عدد الذين يعانون من نقص التغذية بلغ 795 مليوناً، ووفقاً لهذه المعلومة يتأكد أن المجاعة لا تزال تمثل أكبر تهديد للبشرية، خصوصا الشعوب التي ابتليت بالصراعات والحروب؛ ففي دول مثل العراق وسورية وبعض الدول الأفريقية التي تعاني من عدم الاستقرار السياسي والجفاف، تتزايد أعداد الذين يعانون من نقص الغذاء، ويعتمدون كليا على معونات المنظمات والهيئات التي توفر لهم الغذاء في أدنى كمياته، وبصورة غير منتظمة، بل الأسوأ من ذلك ما شاهدنا وسمعنا كيف أن قوافل الأممالمتحدة المحمّلة بالغذاء تُدَمَّر، فلا يكتفي ديكتاتور (النظام السوري) بما يلقي على أبناء وطنه من قنابل وبراميل حارقة، بل يدفع اتباعه لنهب أغذيتهم ثم تدميرها، حتى لا تصل للمحاصرين في مدن وبلدات سورية في سعي لإهلاك الحرث والنسل بوحشية لا مثيل لها، وبمساندة دول ظالمة وميليشيات طائفية حاقدة مثل ما يسمى (حزب الله) اللبناني وغيره، ما تعانيه شعوب الدول التي ابتليت بالحروب والنزاعات الإقليمية وعدم الاستقرار، لمأساة تؤرق المشاعر، وما يزيد الأمور بؤساً هو غياب الإرادة الدولية لإيجاد الحلول التي تنقذ الإنسانية، فكل ما نلاحظه مجهودات محدودة تقابل بالتصدي عبر (الفيتو).. وبالتالي استمرار المعاناة للشعب السوري، الذي قُتل منه أكثر من نصف مليون إنسان، وشرد الملايين داخلياً وخارجياً بعد أن دُمرت المدن.. وحرقت الأرياف، وإن كان من بارقة أمل تلوح لهذا الشعب فهي تتمثل بمساعدات كالتي يقدمها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وقد عبرت مؤخراً 25 شاحنة الحدود التركية السورية، وعلى متنها مساعدات غذائية تستهدف في مرحلتها الأولى النازحين من حلب، وستوزع نحو 10 ملايين رغيف على مدار خمسة أشهر، إضافة إلى سلال الأطعمة التي تغطي احتياجات نحو 600 ألف مستفيد، وفضلاً عن برامج المساعدات العاجلة، هناك برامج طويلة الأمد للتخفيف من معاناة الأشقاء السوريين، تنفيذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله)، وأشير هنا إلى أن المساعدات لا تقتصر على السوريين بالداخل أو الأغذية فقط، فغير بعيد تواصل الحملة الوطنية السعودية جهودها من خلال مكتبها في لبنان لتوزيع المساعدات الإغاثية على اللاجئين السوريين في منطقة المنية؛ وتشمل كسوة شتوية وأطقم أوانٍ منزلية وحقيبة صحية ضمن مجموعة البرامج التي تطلقها الحملة مستهدفة 499 أسرة بواقع 2994 مستفيداً من الأشقاء السوريين، وغير ذلك من أوجه الدعم والمساعدة. وما يحدث في سورية يشابه ما يجري في العراق واليمن، فالملايين تشردوا بسبب النزاعات المسلحة وافتقاد الاستقرار، والصراع الذي تُغذيه وتموله وتُشعل أُتونه بالنهج الطائفي دولة (إيران) الراعية الأولى للإرهاب في العالم للأسف. * عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان talal [email protected]