أكدت المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي التابع لمنظمة الأممالمتحدة إرثارين كازين، أن «السعودية تعتبر من أكبر الدول الداعمة للبرنامج خلال أعوام طويلة، إذ تعد سادس دولة داعمة للبرنامج، وتقدم كثير من التبرعات والمساعدات طول العام»، مضيفة ل«الحياة»: «أشكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على الجهود المبذولة في البرنامج خلال عام 2014، وخصوصاً التسهيلات التي منحتها السعودية خلال الأزمة اليمنية، وكذلك خلال الأزمة العراقية والسورية»، مشيرة إلى أن مباحثاتها في جدة «تطرقت إلى التحديات التي تواجهنا في صعوبة الوصول إلى عدد من المناطق في اليمن لتقديم المساعدات، مثل: عدن، والحديدة، وغيرها لتلبية الحاجات السريعة للشعب اليمني». وقالت: «إن أكبر عمليات غذائية إغاثية عاجلة تمت من برنامج الأممالمتحدة كانت في منطقة الشرق الأوسط»، مرجعة ذلك إلى وجود الصراعات السياسية في المنطقة التي أحدثت تلك المعاناة. وأضافت إثر لقائها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في جدة أمس (الخميس)، «إن الوضع الحالي في الشرق الأوسط يعد أكثر تحدياً من أي وقت مضى، وذلك بسبب الصراعات والتحديات التي تواجه المنطقة من عدم الاستقرار السياسي،»، مشيرة إلى أن «دولة مثل سورية كانت مكتفية غذائياً في السابق، لكنها الآن في حاجة للدعم والمساعدة». وبينت أن عدد المستفيدين من المساعدات الغذائية في الداخل السوري بلغ أربعة ملايين و200 نازح داخل سورية، إذ تم دعم النساء الحوامل والمرضعات والأطفال والأهالي، من خلال وصول المساعدات الغذائية لهم ضمن مشروع القسائم الغذائية الذي يعمل باستبدال القسائم بمواد غذائية أساسية في المراكز المخصصة لها، إضافة إلى مشاريع التغذية المدرسية. وأشارت إلى أن عدد المستفيدين من البرنامج الغذائي العالمي خارج سورية بلغ نحو مليوني لاجئ، إذ يتم منح الغذاء من طريق القسائم الإلكترونية في دول الجوار، موضحة أن تلك القسائم الإلكترونية مشابهة لعملية البطاقات الائتمانية، يتم من خلالها الحصول على الغذاء بعد استبدالها مع المراكز التجارية المخصصة لها، في لبنان، والأردن، وتركيا، والعراق، ومصر، وذلك بشكل مستمر شهرياً. وأكدت أن برنامج المساعدات الغذائية العالمي يهدف إلى إيصال المساعدات إلى مستحقيها في الداخل السوري سواء في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام أم المعارضة، وذلك عبر الحدود السورية، مبينة أن أغلب المساعدات تكون في المناطق الخاضعة للمعارضة المعتدلة، ويعانون من عدم إيصال المساعدات إلى المحتاجين في المناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، أو المناطق التي تدور بها معارك حالياً، و«بالمقارنة بين «داعش» ونظام الأسد فإن إيصال المساعدات في مناطق تخضع للنظام أسهل من «داعش»، لأن «داعش» لا يؤمن ببرنامج الأممالمتحدة في تقديم المساعدات، ولا يتيح لنا العمل بصورة مستقلة». وأوضحت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمية التابع لمنظمة الأممالمتحدة أن عدد المستفيدين من البرنامج في اليمن منذ اندلاع الأزمة مطلع نيسان (أبريل) الماضي بلغ مليوني محتاج، وذلك في المناطق الخاضعة لسيطرة الشرعية أو الميليشيات الحوثية، فيما كان المستهدفين من البرنامج سنوياً نحو خمسة ملايين مستفيد. وأضافت: «أحد الملاحظات على منطقة الشرق الأوسط قبل الصراعات، كانت في بعض البلدان مثل اليمن، إذ كان لديها نمو اقتصادي وفرص عدة، لكن الفقراء لم يكن لديهم القدرة على الوصول إلى تلك النهضة الاقتصادية». وعن الشأن العراقي، قالت كازين: «إن العراق هو أحد المناطق التي يواجهون فيها التحديات المشابهة للدول الأخرى، والسعودية من أكبر الدول الداعمة لبرنامج الأممالمتحدة الغذائي بها»، مضيفة: «استطعنا في العام الماضي الوصول إلى النازحين ومناطق الصراع، وعملنا هناك منذ أعوام عدة بالتركيز على المساعدات الغذائية المدرسية، وحاجات المرأة والطفل هناك، ونتعامل مع أزمة الأطفال وحمايتهم من الأمراض والأوبئة». وتطرقت كازين إلى الصراع الليبي والتحديات التي تواجههم في العمل الإغاثي والمتمثلة بقلة الدعم، وصعوبة الوصول إلى المحتاجين، مبينة أن عدد المستفيدين من البرنامج بلغ 200 ألف شخص، في ظل ظروف خطرة وصعبة هناك. وأشارت إلى زيارتها إلى مخيمات اللاجئين في ميانمار، وتقديم المساعدات للأقلية الروهنغية التي تعاني من الاحتياج الضروري للمساعدات، وتم التحدث مع السلطات البورماوية لتقديم سبل دعم أكثر، وتخفيف المعاناة من المحتاجين. وشددت في ختام حديثها ل«الحياة» على ضرورة إيجاد الدعم خصوصاً مع دخول شهر الصيام، إذ إن البرنامج الغذائي سيضطر بسبب النقص المادي الشديد إلى تقليص عدد القسائم الغذائية للاجئين السوريين في الخارج إلى النصف، وكذلك تقليل الحصص من السلال الغذائية للأسر النازحة أيضاً في العراق، ليتسنى للقائمين على البرنامج مساعدة أكبر عدد ممكن بحسب الموارد الضعيفة. «مركز الملك سلمان»: برنامج لإغاثة اليمنيين العالق نفّذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية برنامجاً متكاملاً لتقديم الخدمات الإنسانية والأساسية للاجئين اليمنيين في جيبوتي بالتنسيق مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وأوضح المتحدث الرسمي للمركز رأفت الصباغ أمس أن المركز نفذ برنامجاً متكاملاً للاجئين اليمنيين في جيبوتي يتضمن وجبات جاهزة للأكل وسلالاً غذائية ومستلزمات طبية وعلاجية، وتجهيز الميناء لاستقبال اللاجئين بالتعاون مع الحكومة الجيبوتية. وأوضح الصباغ: «إن البرنامج شمل تركيب أجهزة تبريد في صالات القدوم الخاصة باليمنيين في ميناء جيبوتي، لتخفيف حرارة الجو وتوفير أماكن الإيواء بكامل مستلزماتها، إضافة إلى تقديم السلال الغذائية ومياه الشرب لعدد ألفي عائلة يمنية لاجئة بمخيم أبخ». وأشار إلى أن طائرة مساعدات وأدوية ومستلزمات طبية تحمل 10 أطنان تم توزيعها على مستشفيات بلتي (دار الحنان) ومستشفى أبخ، مؤكداً استمرار المركز في تقديم الخدمات الطبية والإنسانية لليمنيين في جيبوتي.