عاشت الرياض ليل أمس الأول موسيقى وغناء وبهجة، واستعادت زمنا طويلا من الطرب الأنيق الذي عايشت تحولاته من مسرح التلفزيون وحتى حفلات الأندية الرياضية (الهلال والنصر)، ولكن هذه البهجة الغنائية غابت تماما منذ آخر مهرجان غنائي نظمته أمانة مدينة الرياض في الصالات الرياضية عام 1985، وشارك فيه العمالقة طلال مداح، محمد عبده، سلامة العبدالله، سعد إبراهيم، وعبادي الجوهر، وغيرهم. كان هذا المهرجان هو آخر حالات الحفلات الفنية التي عاشتها الرياض، بخلاف «أوبريتات» الجنادرية الرسمية. لذلك كان مسرح مركز الملك فهد الثقافي ليل أمس الأول (الخميس) شاهدا على بهجة الناس وتشوقهم للحياة الطبيعية، حين اكتظت مقاعد الجمهور بحشود غفيرة من الجنسين، لحضور حفلة «نغمات ثقافية»، ما دفع المنظمين إلى الإعلان عن عدم وجود أماكن شاغرة، فغرد المركز عبر حسابه الرسمي في «تويتر» «جمهورنا العزيز لقد امتلأ مسرح #مركز_الملك_فهد_الثقافي بالكامل نشكر لكم تفاعلكم».. في وقت أكد المشرف العام على المركز محمد السيف أن «نغمات ثقافية» ليس إلا حلقة في برنامج موسم كامل، يضم أنشطة ثقافية وفنية متنوعة، فضلا عن أن الأيام الأولى في فبراير ستكون أيام المرأة وستقدم لها فعاليات وأنشطة مختلفة. وهو الذي رآه مغردون ومهتمون يبعث برسالة واضحة عن أهمية وجود مثل هذه الفعاليات تحت مظلة الجهات الرسمية وبرعاية منها، وتعطش السعوديين إليها وإقبالهم عليها بكثافة ودونما وصاية على أذواقهم وشغفهم إلى الفنون والأنشطة المختلفة . أمس كانت الرياض، وبعد 48 ساعة ستكون البهجة حاضرة في «جدة»، التي بدت تراقب عقارب الساعة في انتظار موعد الطرب في «الجوهرة»، بحضور الفنانين (محمد عبده، ماجد المهندس ورابح صقر)، وبنفاد التذاكر مبكرا، يتوقع أن يزحف جمهور كبير لحضور الحفلة الغنائية، خصوصا أنها تقام في وقت اجازة مدرسية.