تعد السعودية من أولى الدول في محاربتها لكافة أشكال التنظيمات والجماعات والأحزاب الإرهابية المهددة لحياة المجتمع واستقراره، وكانت آخر المواجهات في محاربة تنظيم داعش الإرهابي خارجيا بمشاركتها في التحالف الدولي لمحاربة ذلك التنظيم، وداخليا بالتصدي لعناصره. وفور ظهور تنظيم داعش الإرهابي قامت السعودية بوضعه ضمن قائمة الإرهاب الصادرة في عام 2014، التي شملت أيضا «تنظيم القاعدة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب تنظيم القاعدة في اليمن تنظيم القاعدة في العراق داعش جبهة النصرة حزب الله داخل السعودية جماعة الإخوان المسلمين جماعة الحوثي»، إضافة لكافة الجماعات والتيارات الواردة بقوائم مجلس الأمن والهيئات الدولية وعُرفت بالإرهاب وممارسة العنف. وفي الشأن الداخلي تصدت وزارة الداخلية لمخططات تنظيم داعش الإرهابي وعناصره بإحباط عدد من العمليات الإرهابية بتوجيه ضربات استباقية والقبض على عدد كبير من المؤيدين لذلك التنظيم والمتعاطفين في تنفيذ جرائمهم داخل البلاد. وتمكنت الأجهزة الأمنية المتخصصة في مكافحة الإرهاب من توجيه عدد من الضربات الاستباقية لتنظيم داعش الإرهابي داخل السعودية، وذلك بالقبض على أكثر من 566 إرهابيا يشكلون ثماني خلايا إرهابية، من ضمنهم ست سيدات (5 سعوديات وفلبينية)، وخمسة خبراء من المختصين في صناعة المتفجرات والأحزمة الناسفة (قُبض على أربعة، منهم ثلاثة سعوديين، وسوري، وقتل خامسهم في مواجهة أمنية) كانوا يعملون ضمن مخطط يُدار من المناطق المضطربة في الخارج، ويهدف إلى إثارة الفتنة الطائفية وإشاعة الفوضى. وشملت الضربات الاستباقية الوصول إلى ستة معامل متكاملة لتصنيع المتفجرات لدعم عناصر تنظيم داعش في الداخل، توزعت في منطقتي الرياض والقصيم، وإحباط أكثر من 14 عملية إرهابية وشيكة التنفيذ. ويحمل المقبوض عليهم عددا من الجنسيات، وأغلبيتهم من المواطنين، إضافة إلى مشاركين يحملون جنسيات أخرى شملت اليمنية، والمصرية، والسورية، والأردنية، والجزائرية، والنيجيرية، والتشادية، وآخرين غير محددي الهوية. وكانت وزارة الداخلية أعلنت في شهر رجب من عام 1436 قائمة شملت القبض على 93 شخصا، من بينهم امرأة، ينتمون لتنظيم داعش الإرهابي، إذ بلغت أنشطتهم الإرهابية مراحل متقدمة في تنفيذ أهدافها، وكان هؤلاء الإرهابيون على استعداد للبدء في تنفيذ عملياتهم الإجرامية، ومنها استهداف مقرات أمنية ومجمعات سكنية، واغتيال عسكريين من مختلف القطاعات، وتنفيذ عملية انتحارية ضد سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالرياض بواسطة سيارة محملة بالمتفجرات، وتنفيذ عمليات لإثارة الفتنة الطائفية. وفي شهر شوال الماضي من عام 1436 أعلنت وزارة الداخلية الإطاحة بتنظيم مكون من خلايا عنقودية مرتبط بتنظيم داعش الإرهابي، وذلك بقبضها على 431 موقوفاً يشكلون أربع خلايا إرهابية، غالبيتهم مواطنون، إضافة إلى مشاركين يحملون جنسيات أخرى شملت اليمنية، والمصرية، والسورية، والأردنية، والجزائرية، والنيجيرية، والتشادية، وآخرين غير محددي الهوية. كما نجح رجال الأمن في عمليات القبض على هؤلاء الإرهابيين ال431 في إحباط أكثر من 10 عمليات إرهابية على وشك التنفيذ، تستهدف مساجد ومقرات إحدى البعثات الدبلوماسية، وعددا من رجال الأمن، ومنشآت أمنية وحكومية. وفي 2/12/1436 أعلنت وزارة الداخلية مداهمة موقعين مختلفين بمنطقة الرياض، الأول بحي المونسية، وكان عبارة عن وحدة سكنية، والثاني عبارة عن استراحة بمحافظة ضرما، إذ تمت مداهمة الوحدة السكنية بعد قيام الإرهابيين «أحمد ومحمد الزهراني» بإطلاق النار وإلقاء قنابل يدوية تجاه رجال الأمن، فتم الرد عليهما من قبل رجال الأمن والقبض عليهما، إضافة إلى مداهمة استراحة ضرما التي تعد معملا لصناعة المتفجرات. وفي 14 من الشهر نفسه تمكنت الجهات الأمنية من الكشف عن خلية إرهابية مكونة من ستة أشخاص، وتم القبض عليهم في عمليات أمنية متزامنة في كل من الرياض والدمام، إذ تم القبض على أربعة أشخاص من الإرهابيين، فيما قتل إرهابيون بعد مبادرتهم بإطلاق النار باتجاه رجال الأمن والذي واجه ردا من قبلهم. وفي 20 من الشهر نفسه أيضا قامت الجهات الأمنية بعملية نوعية وذلك بوصولها إلى معمل متكامل لصناعة المتفجرات والأحزمة الناسفة، إذ قام أحد عناصر تنظيم داعش الإرهابي المدعو ياسر محمد شفيق البرازي بتحويل ذلك المنزل لمعمل لصناعة المتفجرات يتم فيه تحضير المواد المتفجرة وصناعة الأحزمة الناسفة وتجهيزها لتنفيذ عملياتهم الإجرامية، وتعاونت معه سيدة فلبينية الجنسية تقيم معه بصفة غير نظامية في المنزل نفسه، إذ تعمل على مساعدتهم في خياطة وتحضير وتجهيز الأحزمة الناسفة، وكان يقوم بتشريك المنزل من الداخل والخارج بمواد شديدة الانفجار عند مغادرته له. وفي 5/11/1437 تلقت وحدة البلاغات الأمنية (990) بلاغاً من أحد المواطنين يفيد فيه بمغادرة زوجته المملكة ومعها ثلاثة من أبنائهما (يبلغ عمر أكبرهم 10 سنوات، فيما يبلغ عمر الأصغر سنتين)، وترافقها اثنتان من شقيقاتها، إحداهما بمعيتها أربعة من أبنائها (أكبرهم يبلغ من العمر ست سنوات، وأصغرهم يبلغ من العمر سنة)، وذلك للالتحاق بمناطق الصراع كونهن يحملن الفكر التكفيري. وقد اتضح من المتابعة مغادرة المذكورات المملكة ووصولهن إلى بيروت، وعلى ضوئه جرى التنسيق الفوري مع السلطات المختصة في جمهورية لبنان الشقيقة، بما مكن بحمد الله الجهود المكثفة من اعتراض شروعهن في مغادرة لبنان باتجاه سورية، والمحافظة على سلامتهن، خصوصا الأطفال الذين كانوا بمعيتهن، وقد تمت استعادتهم جميعاً إلى السعودية بتاريخ 8/11/1437. وفي 17 ذي الحجة 1437 تمكنت الجهات الأمنية المختصة من خلال متابعتها للتهديدات الإرهابية التي تستهدف أمن السعودية ومقدراتها وتعقب القائمين عليها من إحباط عمليات إرهابية كلفت بتنفيذها شبكة إرهابية مكونة من ثلاث خلايا عنقودية ترتبط بتنظيم «داعش» الإرهابي وتستهدف مواطنين وعلماء ورجال أمن ومنشآت أمنية وعسكرية واقتصادية في مواقع مختلفة، وبلغ عدد عناصر تلك الشبكة المقبوض عليهم 17 شخصاً بينهم امرأة، وجميعهم من الجنسية السعودية عدا ثلاثة، أحدهم من الجنسية اليمنية والآخران من الجنسية المصرية، والفلسطينية. وأحبط القبض عليهم أربع عمليات إرهابية بلغت مراحل متقدمة من الإعداد، أولها كانت في 13/5/1437 تستهدف أحد منسوبي وزارة الدفاع بمدينة الرياض بعد رصده وتجهيز العبوة المتفجرة لإلصاقها في سيارته، فيما كانت ثانيها استهداف خروج الطلاب المتدربين بمدينة التدريب بالأمن العام، وذلك بوضع عبوة ناسفة عند البوابة لتفجيرها عن بعد أثناء خروجهم يوم الأربعاء الموافق 15/5/1437، وقد وصلت الترتيبات في تلك العملية إلى المراحل النهائية، وثالثها إحباط الجهات الأمنية في 16/5/1437 عملية تسليم حزامين ناسفين، ورابع تلك العمليات التي أحبطتها الجهات الأمنية عملية انتحارية بالقبض على الانتحاري المكلف بالتنفيذ نصار عبدالله محمد الموسى (سعودي الجنسية) وبحوزته حزام ناسف وعبوة متفجرة، بعد أن قام في مراحل الإعداد للعملية برصد مواقع دينية بمحافظة الأحساء، وأخرى عسكرية تابعة لوزارة الحرس الوطني، وحددها على الطبيعة وبعث إحداثياتها للتنظيم في الخارج لاختيار أحدها. وواصلت الجهات الأمنية تحقيق ضرباتها الاستباقية في إعلان وزارة الداخلية في 29 محرم من بداية العام الحالي قبضها على 14 إرهابيا (10 سعوديين وباكستانيين وسوري وسوداني) من تنظيم داعش الإرهابي يشكلون خلية إرهابية في محافظة شقراء، إذ بلغت ترتيباتهم مراحل متقدمة لاستهداف عدد من رجال الأمن يعملون بجهات أمنية مختلفة في مناطق «الرياض - تبوك - الشرقية»، فيما كان الأجانب الأربعة يوشكون على تنفيذ عملية إرهابية باستخدام سيارة مفخخة توضع في موقع ملعب الجوهرة بمدينة الملك عبدالله الرياضية في محافظة جدة أثناء مباراة منتخبي السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة التي أقيمت يوم الثلاثاء الموافق 10/1/1438.