جاء التدخل الإيراني في إقليم كردستان عبر الاعتراض على افتتاح القنصلية السعودية في أربيل، كدليل جديد على عبث ملالى طهران في السيادة العراقية، وهو الأمر الذي انتفضت ضده حكومة كردستان، التي اعتبرته تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للعراق ولإقليمها. إيران التي تحتل العراق سياسيا وعسكريا، من خلال استمرار السياسات الطائفية التي تنتهجها وتسيطر من خلالها على مفاصل الدولة ما أتاح لها التعامل مع العراق كمحمية إيرانية. التدخل الإيراني السافر بطلب إغلاق القنصلية السعودية في أربيل، وسط صمت الحكومة العراقية على هذا الإجراء الخارج عن الأعراف والقوانين الدولية، أدى إلى تداعيات سياسية قد تمهد لأزمة سياسية بين حكومتي بغداد وكردستان وهي أزمة بدأت بوادرها بعزم الكتلة الكردية في البرلمان، استجواب وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، بشأن تمادي إيران على السيادة العراقية وطلبها إغلاق القنصلية السعودية في أربيل. ويأتي سعي الكتلة الكردية في البرلمان لاستجواب الجعفري بعد أن أرسلت حكومة كردستان رسالة شديدة اللهجة إليه تطالبه بتوضيح موقفه من التدخلات الإيرانية في كردستان، فيما رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد جمال التعليق على موضوع الرسالة الكردية التي تسلمها الجعفري. وفي أعقاب دعوة ايران حكومة كردستان إلى إغلاق القنصلية السعودية، أفاد برلماني كردي (رفض ذكر اسمه) في تصريحات إلى «عكاظ» أن حكومة كردستان أبلغت طهران بأن تدخلاتها في الشؤون الكردية سيدفعها إلى الغاء التفاهمات التي أبرمت مع إيران خلال زيارة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، قبل اندلاع معركة الموصل وهي تفاهمات متعلقة بسهل نينوى. وكانت حكومة كردستان قد ردت على تصريحات المسؤول الإيراني بأن وجود القنصليات والممثليات الدبلوماسية في كردستان يخضع للقوانين في العراق والإقليم، ولا يحق لأحد أن يطالب بإغلاق أية قنصلية، مشددة على أنه يعد تدخلاً غير مبرر في الشؤون الداخلية للعراق والإقليم الذي يعمل دوماً على إقامة علاقات ودية مع دول الجوار والعالم، وأعربت عن الأمل في أن تتخذ طهران موقفاً جاداً إزاء هذه التصريحات غير المسؤولة وغير المقبولة ، وأن تحرص على عدم تكرارها. واستنكر وزير خارجية الإقليم فلاح مصطفى الطلب الإيراني مستغربا التدخل في الشؤون الداخلية للإقليم في محاولة لفرض الإملاءات، موضحا أن سياسة حكومة كردستان تقوم على احترام علاقاتها مع البلدان في المنطقة والعالم، ولا تريد أن تكون جزءا من الصراعات الإقليمية في المنطقة.