يستعد أوباما صاحب الإرث المشين لمغادرة البيت الأبيض. فالرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة، الذي تولى السلطة، ولايتين استمرتا ثماني سنوات يرحل عن قيادة أمريكا، وهو يحمل ذكريات رئاسة فيها أكبر كارثة إنسانية في هذا القرن، رغم أنه أعتلى كرسي الرئاسة. معلنا أنه ضد الحروب إلا أن فترة حكمه تحولت إلى صناعة الحروب. أوباما الذي ترك خلفه إرثا مشينا يدرك أن سياسته في منطقة الشرق الأوسط، وتخليه عن مسؤوليات بلاده تجاه المنطقة، نشرت حول العالم التطرف، والإرهاب، وارتفاع معدلات القتل في الحروب، بسبب رفضه التدخل العسكري في سورية مما أدى إلى فتح الطريق أمام إيران لتنفيذ مشروعها الطائفي في المنطقة، وسعيها لتوسيع نفوذها الجغرافي، إضافة لتركه المجال لروسيا لمساندة إيران، مما تسبب في مقتل، ونزوح نصف سكان سورية في أحداث وحشية شكلت أكبر كارثة إنسانية في هذا القرن. الإرث المشين الذي تركه أوباما لم يتوقف عند حدود ترك الساحة لإيران، وروسيا، فسياسة الرئيس المنتهية ولايته كانت ترى أن الوسيلة الوحيدة لوقف انتشار تنظيم داعش هي عن طريق إنهاء حكم نظام الأسد. لكن الغياب الأمريكي عن الصراع في سورية وغض الطرف عن التدخلات الإيرانية تسبب في تدعيم بشار. الجزء الأكثر صعوبة في إرث أوباما هو أنه خلف وراءه شرق أوسط قتل فيه نصف مليون إنسان في المعارك في سورية، والملايين اضطروا إلى الهرب منها. ويعتقد الكثيرون داخل مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية أن أوباما قد أخطأ في تحديد المصالح الأمريكية في سورية بمنظور ضيق. ولم يتوقف الأمر عند سورية، فبعد انسحاب الولاياتالمتحدة من العراق تحول الأخير إلى ساحة لداعش، وبدأت إيران في السيطرة عليه، وهي قوية في أعقاب الاتفاق النووي، تستخدم إيران كل ثقلها من أجل تعميق سيطرتها في بعض أرجاء الشرق الأوسط.، فهي تسيطر على لبنانوالعراق، وسورية، وتسعى إلى الامتداد إلى بلدان أخرى. إن سياسات أوباما تسببت في تقليل الدور الريادي لأمريكا في العالم، إذ انفجر الوضع في سورية بطريقة إستراتيجية. وأدى هذا الانفجار لتعزيز قوة النظام السوري وإلايراني، كما تسبب في ظهور تنظيم داعش، وخلق أزمة اللاجئين التي أصبحت تمثل خطرا إستراتيجياً على أوروبا. التاريخ لن ينسى إرث أوباما المشين.