في أولى جلسات الندوة ال13 لمستجدات الفكر الإسلامي المنعقد في الكويت استعرض مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية تجاربه المتبعة لمحاربة الفكر الضال والتطرف الفكري وأبرز مبادراته في هذا الصدد. وأوضح مدير إدارة المناصحة في المركز الدكتور عبدالله القحطاني أن المركز توصل إلى مقاييس ومؤشرات الانحراف الفكري وتحقيق عناصر النجاح، مشيرا إلى أن المركز قام بتجارب لمواجهة تمدد التجنيد الإلكتروني للفكر المتطرف.من جانبه، أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزير البلدية في دولة الكويت محمد ناصر الجبري أن تحول الغلو والإرهاب من فكرة تسيطر على مجموعة من حدثاء الأسنان يغلب عليهم الطيش وضعف الفهم إلى منهجية سفك للدماء وقتل للأبرياء وجز للرؤوس وتناثر الأشلاء وإثارة للفتن العمياء، تواصل لحلقات الإفساد. من جانبه، أوضح وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية فريد عمادي أن الإرهاب ليس ظاهرة عابرة وإنما داء فتاك ومنهجية حانقة وفكر ضيق منحرف في منطلقاته مشوه في تصوراته معوج في تفكيره اتخذ من إشكاليات الأمة ومعاناتها في قضايا الاقتصاد والوحدة وتناقضاتها السياسية مطية لتنفيذ أجندته الخبيثة المشبوهة وسبيلا للعيش والتمدد والانتشار وهو فكر ذو منهجية لقيطة لم تعرفها الأمة عبر علمائها المعتبرين. وأضاف عمادي أن الفكر الضال ينظر إلى الشريعة كنصوص منفصلة وباجتزاء منقوص ومخل بالشريعة وغايتها، ويستلب مهمات أئمة الإسلام فيعلن ما يسميه جهادا من قتل ونحر ويجري أحكام التكفير دون ضوابط أو شروط ويلفق بين النصوص فيأخذ منها ما يناسب هواه ويدع ما يعارضه ويفهم الشريعة فهما ظاهريا دون اعتبار مقاصدها. وأضاف: نحن أمام منهجية مدلسة وملفقة تستل من تراثنا الفقهي فتاوى مقيدة وخاصة بزمانها ومكانها فتجردها من مناطاتها وظروفها ثم تجعلها أحكاما عامة مطلقة دون النظر إلى إكراهات الواقع ومتغيراته. وقال عمادي «إن خطر ما نواجهه يكمن في أن الإرهاب فكر جامح شرس لا يعرف الانكفاء أو الانعزال اتخذ من التمدد شعارا ومن البقاء غاية لا يقف عند حد، إذا كان عدونا بهذه الخطورة الداهمة والمنهجية المركبة والإمكانيات الفائقة والتخطيط الدقيق والآلة الإعلامية المؤثرة فمن الطبيعي ان نتساءل فيما بيننا ماذا قدمنا لنقف في وجهه ونحمي حصوننا، ماذا قدمت الهيئات الإسلامية والعالمية لمواجهته ودفع خطره ورد كيده وإبطال حججه الواهية وكشف زيغه وحماية البيوت والشباب من غلواء تجنيده ونشر أفكاره؟»