أقول لنفسي في بداية الأمسية: سأعلو سأعلو فوق هذا القطران الأسود الذي يفوح بنية الأذى من أفواههم، لن يفترسني هذا الضعف الذي يصورني شاة وحيدة في نهاية ممر، لن تتآكل بهجتي ولن أتزعزع قيد أنملة عن فرديتي. طال تحديق المرأة المسنة بي وكنت أعلم أنها بعد هذا التحديق ستقول لي كلاما قليلا ومؤذيا، وسيبتسمون وسأبتسم أنا كذلك كي أخرج من الحرج. الرجل الملتحي يستعد ليلقي موعظته، وأنا ألتصق بصورتي الذهنية عن نفسي أكثر وأكثر، أريد أن أخرج من الإطار الذي يلفونه حولي، حاولت أن أتخيل صورتي وأنا ألقي كلمة، أقص شريط الافتتاح، أتقدم من حولي بخطاي السريعة الانكماش يزداد والإطار حولي يكمل دورته.. المرأة المسنة لم تخاطبني بكلمة والرجل الملتحي ألقى تحية سريعة ومضى. .. وكنت أدخل في الصورة بهدوء شاة وحيدة في ممر ينتهي بجدار وشياه أخرى تصطف حولي بعشوائية * قاصة سعودية