أكد الإعلامي محمد بن عواد الشقا أن الدول العربية أدركت أخيرا خطورة الأزمات الداخلية والخارجية، وشعرت بحجم الاستهداف من الجهات التي باتت تقتات على تلك الاختلافات، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام العربي هي الأداة التي يجب أن تقاوم بها هذا الاختلاف، وتحافظ بها على تواصل الدول والمجتمعات. وطالب في ورقة عمل قدمها في المؤتمر العربي الدولي الثالث للعلاقات العامة بضرورة تطبيق ميثاق الشرف الإعلامي، الذي يلزم الإعلاميين بالصدق والموضوعية في نشر الأخبار والتعليقات، ويمتنعون عن اعتماد الوسائل غير المشروعة في الحصول على الأخبار والصور والوثائق وغيرها من مواد الإعلام، ويُعتبر الافتراء أو الاتهام دون دليل من الأخطاء الجسيمة التي تتعارض مع أخلاقيات مهنة الإعلام، ويلتزم الإعلاميون بتكذيب أو تصويب الأنباء التي يثبت عدم صحتها.وأضاف أن ميثاق الشرف الإعلامي يشدد في مادته الحادية والعشرين على أهمية الالتزام بالقيم الدينية والأخلاقية للمجتمع العربي.واستشهد بقول الكاتب عبدالرحمن سعد، في سلسلة مقالات كتبها عن ميثاق الشرف الإعلامي العربي: «ما أحوجنا إلى تعميم هذه التعاليم السامية على جميع المؤسسات الصحفية والإعلامية العربية، وما أحوجنا كذلك إلى التواصي بالالتزام بتطبيقها، وإضافة كل مهني وأخلاقي جديد إليها؛ لتستضيء بها الأجيال الجديدة، في حياتها العملية، وممارساتها الواقعية». وقال أيضا، «يجمع الكثير على أن أوساطنا الإعلامية العربية تعيش في هذه المرحلة وضعاً إعلامياً متردياً وسطحية في الطرح غير المسؤول، إذ تخلى فيها كثير من الإعلاميين وقادة الرأي عن مهنيتهم ومسؤوليتهم تجاه مجتمعاتهم التي تنتظر منهم المساهمة في تنويرهم وتصدير القدوات المميزة بينهم وبث الأجواء الإيجابية وإزالة ما يعلق في أذهانهم من صور سلبية عن المجتمعات العربية الأخرى، وبالتالي محاربة كل ما يقود هذه المجتمعات إلى التخلف والتعصب والرجعية». وهذا ما كان ينبغي فعله وينتظره المتلقي ولكن المشهد والواقع يقولان غير ذلك وهو ما دفعني للمشاركة بهذه الورقة. وأضاف، إعلاميونا ومن واقع ما نراه فإنهم يجهلون أو يتجاهلون دورهم الحقيقي تجاه مجتمعاتهم، وكذلك وظائف وسائل الاتصال والإعلام تجاه المجتمع والفرد التي لا تتوقف عند وظيفة الإعلام والإخبار بل تتعداها إلى وظائف التنشئة الاجتماعية الصحيحة والتربية والتعليم والحوار والنقاش الراقي وأيضاً وظيفة النهوض الثقافي. ووسط هذا الموج المتدفق من السطحية الممجوجة فإن هناك إعلاميين ووسائل إعلام كانوا يقفون موقفاً عقلانياً ومشرفاً تجاه الإسفاف. فمع كل أزمة طارئة بين إعلاميي بلدين عربيين نشهد عقلاء يدعون عبر وسائل الإعلام إلى التعامل مع الأمور بتوازن ومصداقية من أجل تجاوز التوتر لمصلحة المنطقة التي تحيط بها المخاطر في هذه الفترة وتحتاج إلى الوحدة أكثر من التركيز في خلافات يمكن حلها.