يتطرق المشاركات والمشاركون في لقاء «الإعلام السعودي: الواقع وسبل التطوير» إلى عدة محاور، حيث يتناول محور الطموحات الاستشرافية للتطلعات والأدوار والآفاق المستقبلية للإعلام السعودي من حيث تطويره تقنيًا وثقافيًا وفكريًا لمواكبة المغيرات والمستجدات المعاصرة، ويناقش أهمية وإمكانية تأسيس ميثاق شرف للإعلام والإعلاميين يعالج القضايا الوطنية ويحافظ على الحقوق والكرامة الإنسانية. «المدينة» استطلعت آراء بعض المشاركات ومقترحاتهن، حيث تعتبر بسمة عدنان السيوفي (مشرفة معاهد ومراكز اللغات بإدارة التعليم الأهلي بجدة) الميثاق بأنه وثيقة تحكم العلاقات بين الأفراد المنتسبين إلى الإعلام بين بعضهم البعض وبين الوزارة من جهة أخرى، وبين المجتمع، ولابد أن يعزز في مضمونه القيم السامية التي تعبّر عنها رسالة الإعلام ويوضح الحقوق والواجبات. وتضيف: ربط قيم الإعلام بالوزارة يولد حسًا بالفخر والانتماء بين المنتسبين لرسالة الإعلام ويتجسّد على هيئة ثقافة العمل، ويجب أن يركز المشاركون في الحوار على استنتاج وتوثيق القيم الإعلامية من الممارسات والمعاني التي يمثلها كل فرد إعلامي. وتقترح بسمة السيوفي أن يتضمن ميثاق شرف الإعلام أربعة محاور أساسية، تعبّر في مجملها عما ينبغي أن يتحلى به كل إعلامي وإعلامية عند أداء الرسالة الإعلامية والتعامل في بيئة العمل ومع المجتمع والوطن بشكل عام. وتعتبر الدكتورة رقية نصر الله نياز (المختصة في الدعوة والإعلام، عضو هيئة التدريس بجامعة الأميرة نورة) أن البنية الأساسية للميثاق ينبغي أن تنطلق من مراعاة الالتزام بشرع الله، معرفة ومنهجًا وسلوكًا، وعدم التعرّض للثوابت الدينية، والتقليل أو التهميش من القدوات المؤثرة إيجابًا في المجتمع. وتؤكد نياز على أهمية تعزيز التعاون المعرفي وبناء القدرات الوطنية في حسن استخدام وسائل الإعلام الحديثة وتنمية المعرفة والتميز بهذه الأمة بأنها خير أمة أخرجت للناس، مع إظهار مكانة المملكة كمملكة للإنسانية، والبُعد عن النعرات والمهاترات في النظرة الإقليمية والمناطقية التي تسهم في تفرقة الأمة وزعزعة الأمن الوطني. وترى الأخصائية النفسية بوزارة الشؤون الاجتماعية والكاتبة الصحفية موضي الزهراني أن تجربة تناول ومناقشة ميثاق الشرف الإعلامي لابد لإنجاحها أن يشعر الإعلامي بأهمية المهنة التي يقوم بها ويقدّر متطلبات أهمية الطرح الإعلامي المهني الهادف والذي لا يسعى للتشهير وإيذاء الآخرين، ومن المهم أن تبقى علاقة الإعلامي بالمستفيدين من الطرح الإعلامي في حدود العلاقة المهنية ولا تنقلب إلى علاقات شخصية، وأن يتعامل مع زملاء المهنة بنفس الطريقة التي يود أن يعاملوه بها، مع الأخذ في الاعتبار أن المؤسسة التي يعمل بها يجب احترامها واحترام الأنظمة في شكل عام، والالتزام بمبدأ السرية في تناول القضايا الحساسة قبل طرحها إعلاميًا. وتفيد عميدة كلية البنات بجامعة اليمامة بالرياض الدكتورة سلوى نُقلي بأن توفر أولويات الميثاق تنطلق من ضرورة ملاءمتها للأهداف النبيلة للصحافة والإعلام، وأهمية أن يتاح المجال أمام الجميع بلا تحيز لمناقشة المواضيع الوثيقة الصلة بالمجتمع مباشرة، مع تكريس الشفافية في الطرح، وتجريم إساءة إستغلال الوظيفة الأساسية للإعلام، وحماية العاملين تحت أي ظرف.