حسمت المشاورات التركية - الروسية اتفاق وقف إطلاق النار، بتوقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس (الخميس) ثلاثة اتفاقات تتضمن خمس نقاط، تنص على وقف كامل لإطلاق النار على كافة الأراضي السورية بين النظام السوري وفصائل المعارضة المسلحة، على أن تبدأ محادثات سلام إقليمية، بعد شهر واحد من وقف إطلاق النار. وقال بوتين خلال لقاء مع وزيري الدفاع والخارجية «حدث انتظرناه منذ زمن وعملنا كثيرا من أجل الوصول إليه»، لافتا إلى أنه تم توقيع ثلاث وثائق، الأولى بين النظام السوري والمعارضة المسلحة، فيما تشمل الثانية تطبيق إجراءات تهدف إلى مراقبة احترام الهدنة. وتابع الرئيس الروسي أن «الوثيقة الثالثة هي إعلان (أطراف النزاع) استعدادهم لبدء محادثات السلام»، ليبدأ طرفا المعارضة والنظام الدخول في مشاورات سياسية. وأعلن بوتين عزمه خفض الوجود العسكري الروسي في سورية. من جهته، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن مجموعات تمثل 62 ألف مقاتل مسلح وقعت اتفاق وقف إطلاق النار مع النظام السوري. فيما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بدء الاستعدادات لمحادثات السلام من أجل تسوية النزاع السوري والتي يفترض أن تتم في أستانة عاصمة كازاخستان قريبا، بمبادرة من روسيا. إلى ذلك، أعلن جيش النظام في بيان له وقفا شاملا للعمليات القتالية على جميع الأراضي السورية بدءا من منتصف ليل أمس (الجمعة)، على أن يستثني تنظيم داعش، فيما رفضت المعارضة استهداف تنظيم فتح الشام (النصرة سابقا) المنتشرة في مناطق المعارضة. في غضون ذلك، أعرب الائتلاف السوري دعمه لاتفاق وقف إطلاق النار الشامل. وقال أحمد رمضان رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف «يعبر الائتلاف الوطني عن دعمه للاتفاق ويحث كافة الأطراف على التقيد به». وبموجب وقف إطلاق النار، يتوجب خروج كل المقاتلين الأجانب من الأراضي السورية، وهذا يعني بالضرورة خروج ميليشيات إيران والعراق وحزب الله اللبناني. فيما يبقى موضوع الدول الحاضرة في مؤتمر الأستانة معضلة جديدة أمام الجهود الروسية - التركية.