تحول العراق إلى ساحة سلاح مفتوحة، فكل من يريد أن يشكل فصيلا عسكريا يكفي أن يجمع عددا من العاطلين أو الطائفيين الذين يحملون ثقافة الكراهية وتتقدم لدعمهم إيران حتى تتشكل ميليشيا كاملة الأوصاف.. وقد نجحت إيران من خلال عملائها في العراق ولبنان سورية واليمن من تحويل هذه الدول إلى ساحات موت بفعل فوضى السلاح الذي لم تعد تسيطر عليه الدولة. إيران وعلى الملأ وأمام المجتمع الدولي تعمل على بناء هندسة طائفية جاهزة للاشتعال في أي وقت، وإلى جانب هذه الهندسة الطائفية تبني ميليشيا طائفية جاهزة للقتال وسفك الدم في أية لحظة. ولعل إستراتيجية الميليشيات أصبحت في الأعوام الأخيرة غاية إيرانية من أجل النيل من العراق الماضي الذي كان حائط الصد ضد الطموحات الإيرانية وأحلام تصدير الثورة.. وقد تقدم الإرهابي المطلوب دوليا قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني المشهد ليشرف على بحار الدماء من اليمن إلى سورية. السؤال الذي يجب أن يكون حاضرا لدى كل من يساهم في تشكيل هذه الميليشيات، سواء في العراق أو غيره.. لماذا لا تؤسس إيران ميليشيا على غرار هذه الميليشيات، فما دامت الميليشيات وصفة نافعة إلى هذه الدرجة التي تراها إيران فلماذا لا يتم نشر السلاح بذات الطريقة المتبعة في العراق وسورية.. وما دامت الوصفة الإيرانية نافعة.. فهل من مرشد يرشدهم إلى تشكيل ميليشيات في الداخل الإيراني؟. إن هذا التساؤل وحده يكفي لكشف نوايا إيران المبيتة لقتل دول الجوار العربي، يكفي أن نرى أن نظام الملالي يحكم قبضته على البلاد من خلال منظومة الجيش، وتخضع تحت قيادة الجيش كل المؤسسات الأخرى، فيما استبدل هذا النظام الميليشيات بالجيش. وبعد كل هذه الفوضى التي بثتها إيران، فإن المجتمع الدولي ومن ورائه الأممالمتحدة، مطالبون بالاستماع إلى مطالب العراقيين والسوريين الذين يسعون لحماية دولية من قوى الشر الإيرانية، مثلما استجابوا لمجازر التصفية العرقية في البوسنة والهرسك ومن قبلها رواندا، بل إن ما يحدث اليوم من قتل على المذهب والهوية يتطلب تدخلا عاجلا، حتى لا يتحول القتل إلى شريعة لمثل هذه الميليشيات تصول وتجول دون رادع دولي، ولا بد أيضا من «فرملة» الجموح الإيراني نحو الدم، وما لم يحدث ذلك سنكون أمام مشاهد دموية أكثر إيلاما وفتكا بالمجتمع العربي والإسلامي. لا يمكن أن يترك العالم المنطقة مستباحة من قبل السلاح الإيراني، ينتشر أينما كان حسب الطلب الطائفي، ما دام الهدف تعزيز الكراهية والطائفية، مثل هذه الممارسات تقود المنطقة وشعوبها إلى الهاوية، وإلى انشقاق المجتمع بكل الاتجاهات، وهذا إن بدأنا بعلاجه الآن ربما لا تنتهي لعقود طويلة.. إيران شر مطلق وعلى العالم العربي والإسلامي التحرك وفق هذا التصور.