تحتفل المديرية العامة للسجون اليوم (الأحد) بانطلاق فعاليات أسبوع النزيل الخليجي الموحد الخامس برعاية ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، تحت شعار «معاً لتحقيق الإصلاح». ويقام هذا الأسبوع خلال الفترة من 26-29 ربيع الأول الجاري (25-28/12/2016)، إنفاذاً لتوصيات الاجتماع ال18 لمسؤولي المؤسسات العقابية والإصلاحية بدول مجلس التعاون الخليجي، المتوج بموافقة وزراء الداخلية في دول مجلس التعاون الخليجي في اجتماعهم ال29 على إقامة أسبوع توعوي موحد للنزيل على مستوى دول المجلس بهدف إبراز أهمية احتواء ورعاية نزلاء السجون والإصلاحيات من قبل كافة شرائح المجتمع والعمل على الأخذ بأيديهم إلى سبيل الصلاح، وحماية المفرج عنهم من التعرض للنبذ الاجتماعي والأسري، وإشعار المجتمع بمعاناة السجناء ورعايتهم وحمايتهم من الانحراف نتيجة غياب عائلهم وتعرضهم للوصم الاجتماعي والتحقير، مع توعية السجين للحيلولة دون وقوعه في براثن الجريمة مرة أخرى. خطوات تطويرية وشدد مدير عام السجون في المملكة اللواء إبراهيم الحمزي على أن مفهوم السجن شهد نقلة نوعية في تطور أهدافه وفلسفة أعماله في شتى بقاع العالم، ما نتج عنه تطور في نظرة المجتمعات الإنسانية للعقاب ونظرياته، ويظل النزيل بالمؤسسات الإصلاحية والتأهيلية محور العمل بها، لاسيما أنها تقوم على وجوده وخدمته ورعايته، إذ تقدّم جميع البرامج التي تهدف إلى عودته صالحاً نافعاً لمجتمعه، فالمؤسسات الإصلاحية عامةً هي مؤسسات أمنية اجتماعية إنسانية، وتقوم بأعمال تكاملية في الجوانب كافة. وبين الحمزي أن «المديرية العامة للسجون خطت خطوات تطويرية في ذلك من خلال إعداد الخطط والبرامج المرتكزة على ثوابت علمية وعملية تكفل إعادة تأهيل النزلاء والنزيلات، إضافة إلى تأهيل منسوبينا وتطوير أدائهم للمهمات والواجبات الوظيفية بالتدريب والابتعاث داخل المملكة وخارجها، ومن هذا المسعى الحثيث في تقديم برامجنا الإصلاحية والتأهيلية للنزلاء والنزيلات على حدٍ سواء، ولن يكون لتلك البرامج أثر ملموس ما لم يتفاعل المجتمع الخارجي إيجابياً مع هذه الفئة، ويشاركنا مسؤولية احتوائهم والأخذ بأيديهم إلى حياة جديدة ملؤها الأمل والطموح»، لافتا إلى أن المجتمع شريك رئيسي في عملية الإصلاح والتأهيل المنشودة، إذ أن من يعيشون خلف القضبان هم آباء وأمهات وإخوان وأخوات وأزواج وزوجات، يرتبطون بأسر يتوقون لعودتهم صالحين، فهم بحاجة أكيدة إلى مساندتهم من خلال تعديل النظرة السلبية تجاه النزيل وأسرته، ومنحهم فرصة جديدة بمواصلة حياتهم الاجتماعية بشكل مستقر وهادئ. إصلاح النزيل وأضاف: ومن مبدأ اتصال النزيل والنزيلة على حدٍ سواء بالمجتمع الخارجي، تنطلق حملة أسبوع النزيل الخليجي الموحّد الخامس تحت شعار «معاً لتحقيق الإصلاح»، التي تحمل في مضمونها رسائل سامية في مفهوم تحقيق الشراكة المجتمعية الإصلاحية عبر مد جسر من المحبة والمودة لإخواننا وأخواتنا النزلاء. واستطرد مدير عام السجون قائلا: تأتي هذه الحملة بمباركة ورعاية ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف الذي لا يألو جهداً في سبيل تقديم كل الدعم لما من شأنه تطوير الأجهزة الأمنية، ورعايته لهذه الفعاليات تؤكد حرصه على مشاركة أبنائه النزلاء والنزيلات آلامهم وآمالهم، وكذلك رعاية أمراء المناطق للفعاليات المماثلة في مناطقهم، كما نثمن الدور الذي تقوم به كافة مؤسسات المجتمع العامة والخاصة وتفاعلها الدائم وتقديم خدماتها المساندة للعمل الإصلاحي للنزلاء والنزيلات، مرحبين في الوقت ذاته بزيارة وفود المؤسسات الإصلاحية في دول مجلس التعاون الخليجي للمملكة، ويحدونا الأمل لممثلينا في زيارة المؤسسات الإصلاحية بدول التعاون للاستفادة من تجاربهم المتميزة، وعرض تجاربنا التأهيلية والإصلاحية والإنجازات التطويرية التي تحققت للمديرية العامة للسجون. بوابة أمنية ذكية وخدمات متطورة في «بريمان» يأتي انطلاق أسبوع النزيل الخليجي الخامس في الوقت الذي تعمل فيه المديرية العامة للسجون على إعادة تأهيل بيئات السجون القديمة، ومنها سجن بريمان الذي نجحت في تأهيله رغم أنه كان يعد تحدياً كبيراً، واشتمل المشروع على إنشاء صالة استقبال المراجعين والزوار للرجال والنساء مجهزة بكامل الخدمات التي يحتاجها المراجع والزائر من خدمات تقنية استعلامية وخدمات صحية ودورات مياه وعربات نقل (القولف كار) تدار بواسطة فريق عمل رجالي ونسائي إضافة إلى تحسين المظهر العام للمنشأة بتخطيط المواقع الخارجية للسجن وتشغيلها وتوزيع المرافق بها واستحداث مناطق مزروعة بها ونوافير مياه وتسمية المباني ولوح توحيد الحركة لإرشاد المراجعين داخل الموقع وتنقل الزوار عبر مسارات حركة ذات ألوان ترشد الزائر إلى موقع الزيارة المخصص للنزيل التابع له. واحتوى مشروع التطوير على إنشاء البوابة الأمنية الذكية والتي تعد الأولى من نوعها وتحتوي على نقاط فرز متقدمة وغرفة مدرعة مجهزة بمنصة إطلاق 360 درجة بالإضافة إلى المصدات الهيدروليكية الأرضية وإنشاء الماسح الضوئي لقراءة وتصوير المركبات والسائق ولوحة السيارة من الأسفل ومختلف الجهات وإنشاء مقر مجهز للفرقة المستلمة لتشغيل البوابة مع تأمين سيارة رشاش موجودة أمام البوابة في حالات الطوارئ. كما تضمن المشروع تحسين بيئة العمل للعاملين من خلال تهيئة سكن خاص بالأفراد المناوبين مجهز بكافة التجهيزات من مواقع نوم ودورات مياه وبوفيه، وتهيئة ملاعب خاصة لممارسة الرياضة خارج وقت الاستلام، ومجلس خاص بالضيافة للاجتماعات (بيت شعر)، مع تخصيص غرف خاصة للمناوبين داخل الوحدات السجنية تتوفر بها كافة الخدمات وتأمين ثلاجات الخدمات الذاتية التي تتوفر بها الوجبات البسيطة، وتهيئة مبنى خاص بالعزل الطبي تم توزيعه على شكل غرف وأجنحة خاصة لتوزيع المرضى حسب تصنيفات وزارة الصحة (درن، إيدز، فيروسات، وغيرها)، وتجهيز غرف (الضغط السالب) التي تقوم بفلترة الهواء وإعادة تنقيته بشكل صحي وإعادة تهيئة المركز الصحي داخل السجن وفتح عيادات تخصصية جديدة مطابقة للعيادات بمستشفى قوى الأمن مثل (عيادات درن، جلدية، عيون، باطنية، جراحة، طب عام) فيما تم تجهيز غرفتي أشعة ومختبرات، وعيادات أسنان.