أكد المدير العام للسجون اللواء إبراهيم الحمزي أهمية دور السجون في تطوير وتنمية مهارات النزلاء، من خلال تحسين سلوكياتهم الاجتماعية، مبيناً أن من يعيشون خلف قضبان السجن هم آباء وأمهات وإخوان وأخوات وأزواج وزوجات، يرتبطون بأسر يتوقون لعودتهم صالحين، فهم بحاجة إلى مساندتهم، من خلال تعديل النظرة السلبية تجاه النزيل وأسرته، ومنحهم فرصة جديدة لمواصلة حياتهم الاجتماعية بشكل مستقر وهادئ. وبيّن خلال احتفالية المديرية العامة للسجون أمس، بانطلاق فعاليات أسبوع النزيل الخليجي الموحّد الخامس بعنوان «معاً لتحقيق الإصلاح»، الدور الكبير لاحتضان النزلاء، الذي يأتي إنفاذاً لتوصيات الاجتماع ال18 لمسؤولي المؤسسات العقابية والإصلاحية بدول مجلس التعاون الخليجي، بهدف إبراز أهمية احتواء ورعاية نزلاء السجون والإصلاحيات من جميع شرائح المجتمع، والعمل على الأخذ بأيديهم إلى سبيل الصلاح. وقال: «شهد مفهوم السجن نقلة نوعية في تطور أهدافه وفلسفة أعماله في العالم، ما نتج منه تطور في نظرة المجتمعات الإنسانية للعقاب ونظرياته، ويظل النزيل بالمؤسسات الإصلاحية والتأهيلية هو محور العمل بها، إذ إنها تقوم على وجوده وخدمته ورعايته، إذ تقدّم البرامج بهدف إعادته صالحاً نافعاً لمجتمعه، فالمؤسسات الإصلاحية هي مؤسسات أمنية اجتماعية إنسانية، وتقوم بأعمال تكاملية في كل الجوانب». وأوضح أن أسبوع النزيل يحمل في مضمونه رسائل سامية في مفهوم تحقيق الشراكة المجتمعية الإصلاحية، عبر مد جسر من المحبة والمودة للنزلاء، مشيراً إلى أهمية دعم مؤسسات المجتمع العامة والخاصة في تفاعلها الدائم، وتقديم خدماتها المساندة للعمل الإصلاحي المقدّم للنزلاء، مرحباً في الوقت ذاته بزيارة وفود المؤسسات الإصلاحية في دول مجلس التعاون الخليجي للمملكة. وتطرق اللواء الحمزي إلى مجموعة من الأهداف التي يرمي أسبوع النزيل إلى تحقيقها، ومنها: حماية المُفْرَج عنهم من التعرض للنبذ الاجتماعي والأسري، وإشعار المجتمع بمعاناة السجناء ورعايتهم، وحمايتهم من الانحراف نتيجة غياب عائلاتهم وتعرضهم للوصم الاجتماعي والتحقير، وتوعية السجين للحيلولة دون وقوعه في براثن الجريمة، وبيان الهدف من السجون، الذي يتمحور في تحقيق عناصر الردع الخاص والردع العام، والنظريات الاجتماعية. ولفت إلى أن مديريات السجون في المملكة خصوصاً والدول الخليجية عموماً تسعى إلى تعويد النزلاء على مواجهة المواقف الصعبة في الحياة، إذ يتم التعامل معهم على أنهم ضحايا ظروف نفسية واجتماعية معينة قادتهم إلى السجن، لذلك هدفت البرامج الإصلاحية التي ينتظم فيها النزلاء خلال فترة عقوبتهم، إلى الحفاظ على ما لديهم من مواهب وقدرات وإمكانات بدنية وذهنية لتنميتها، من خلال تهيئة البيئة في السجون، التي تمثل: بيئة السجن بما تشمله من مبنى وحرارة واتساع مكاني، وتوافر خدمات التعليم والتدريب والتغذية والصحة والتقنية وغيرها، بما ينعكس على سلوك النزيل واتجاهاته في مختلف جوانب حياته، لذلك حرصت المديرية العامة للسجون ومنذ وقت مبكر على التخطيط لتصميم وتنفيذ إصلاحيات نموذجية متكاملة. ونوّه مدير إدارة السجون إلى أن إدارته تعمل على تحسين بيئة العمل للنزلاء والعاملين، من خلال تهيئة سكن خاص بالأفراد المناوبين، وتهيئة ملاعب خاصة للممارسة الرياضة خارج وقت الاستلام، إضافة إلى وجود مجلس خاص بالضيافة للاجتماعات، كما تشمل إجراءات التحسين تخصيص غرف خاصة للمناوبين داخل الوحدات السجنية، تتوافر بها كل الخدمات، أهمها تأمين ثلاجات الخدمات الذاتية، والإنترنت، وأجهزة صراف آلي يسمح بسحب مبالغ مالية داخل السجن وتحويل مبالغ لعائلاتهم. وكشف عن تهيئة المراكز الصحية داخل السجون، من خلال فتح عيادات تخصصية جديدة، تقدم خدمات وتعليمات صحية، منها إعادة تأهيل واستحداث مناطق تشميس السجناء، برفع مستوى التهوية داخل الأجنحة وفلترة الهواء، وطلاء الأجنحة والمباني التي يستخدمها السجناء بمواد مقاومة للبكتيريا وقابلة للغسل. مبيناً أن السجون تضم أماكن خاصة لأداء الصلاة والعبادة وتحفيظ القرآن داخل كل جناح، إضافة إلى إنشاء ملاعب رياضية خارجية، تشمل ملاعب كرة القدم، والطائرة، والسلة، والتنس، ومضماراً للمشي، والعديد من المرافق.