غيرت رياح عاصفة الحزم من اتجاه فريق الهاكرز السعودي الشهير "Cyber of Emotion" الذي عرف في السابق باختراق عشرات المواقع والحسابات التابعة لجهات حكومية، وحولتهم إلى كتيبة إلكترونية وطنية تهاجم بشراسة أعداء الوطن، وتشل كل موقع أو وسيلة إعلامية تسيء إليه. ومن آخر عمليات الفريق الإلكترونية المعلنة، دفاعا عن الوطن، اختراق حساب "قناة العالم" على موقع "تويتر" السبت الماضي، إذ كشف الفريق عن معلومات خطرة حول حقيقة ما يجري في اليمن، والدور الإيراني السالب هناك، إضافة إلى كشف تبني القناة تدريب الإرهابيين في المناطق العربية والخليج، على صناعة القنابل والأسلحة اليدوية عن طريق خبراء تابعين لها، ودفعها مبالغ مالية كبيرة ليمنيين لارتكاب مجازر بحق المدنيين، ونسبها إلى عمليات عاصفة الحزم. "الوطن" تمكنت من الوصول إلى فريق الهاكرز الشهير وحاورت أعضاءه، وطرحت عليهم عددا من التساؤلات التي تثار حوله، واستقصت أسباب تغيير الفريق لتوجهاته وأهدافه السابقة، إذ شددوا على أنهم شباب سعوديون محترفون في مجال البرمجيات، يحملون حب الوطن في جوانحهم، وكان هذا وقودهم في سعيهم إلى كشف أوجه القصور وشبهات الفساد، لتحسين أداء الجهات والمسؤولين المقصرين بخدمة المواطن الوطن، والهاجس نفسه دفعهم إلى وقف عملياتهم في الداخل وخوض معركة على الجبهة الإلكترونية للدفاع عن الوطن. وفيما يلي الحوار: بماذا تعرفون أنفسكم؟ نحن مجموعة من الشباب السعودي أكرمنا الله بالموهبة والعلم في مجال البرمجيات، جمع بيننا الهم الوطني والشغف التقني، فسخرنا مهاراتنا في البداية لهدف واحد تمثل في إيصال صوت المواطن إلى المسؤول المقصر بأداء واجباته، والذي نسي أن ولاة الأمر وضعوه في منصبه من أجل خدمة المواطن. كان فريقكم ينشط في مهاجمة المواقع الحكومية وحسابات المسؤولين، ولوحظ تغير بمسار عملياتكم إلى المواقع الخارجية المعادية للمملكة، ما الذي دعاكم إلى تغيير توجهكم؟ نظرا للظروف التي تمر بها المملكة، وحربها ضد التمدد الإيراني في المنطقة، عبر جماعة الحوثيين في اليمن، فقررنا تجميد نشاطنا الداخلي، وليست لدينا نية مستقبلا لتنفيذ اختراقات داخلية، وسوف نركز جهودنا على الدفاع عن الوطن، ومهاجمة المواقع المعادية التي تنشر الأكاذيب والافتراءات عن المملكة، فاليوم لا صوت يُعلى على صوت الوطن. كم يبلغ عدد أعضاء الفريق وإلى ماذا يرمز الاسم المستعار له؟ لا يسعنا ذكر عدد فريق العمل لأسباب خاصة، والاسم المستعار يرمز إلى "الاختراق العاطفي". ما الذي دفعكم لمهاجمة موقع قناة العالم، وكم استغرقت العملية؟ الدافع بدون أدنى شك وطني، واستهدفنا القناة بعد نشرها أخبارا كاذبة وإشاعات مغرضة ضد المملكة، وبدأنا العمل والتخطيط للهجوم عليها مع بدء عمليات عاصفة الحزم، وتمكنا بعد أسبوعين من العمل المتواصل من اختراق حسابها. هل لكم تعاون مع آخرين خارج مجموعتكم؟ لا يوجد لنا تعاون خارج المجموعة، وبالفريق كفاءات سعودية ولله الحمد، إلا أننا لا نمانع في توحيد الجهود والتعاون في سبيل حماية ووطننا ضد المعتدين. كم عدد المواقع المعادية التي تمكنتم من اختراقها حتى الآن؟ المواقع والحسابات التي اخترقناها كثيرة، ولم نعلن عن عدد كبير منها، وذلك لأننا لا نبحث عن الشهرة، وما دعانا إلى الإعلان عن اختراق قناة العالم، هو أننا عثرنا على وثائق تؤكد زيف ما تبثه القناة، وتلفيقها الأخبار الكاذبة التي تسيء إلى المملكة، إذ اكتشفنا أن القناة تدفع مبالغ مالية كبيرة ليمنيين، ليعدوا تقارير وصورا للقتلى من الحوثيين على أنهم مدنيون قتلوا في ضربات عاصفة الحزم، فكان لزاما علينا فضحها وتعريتها أمام الرأي العام العربي والعالمي. ما خططكم المستقبلية وهل وضعتم في أجندتكم أهدافا معادية تنوون مهاجمتها؟ المجموعة تعمل حاليا على مهاجمة مواقع معادية عدة، ونرصد الثغرات التي تمكننا من اختراق الموقع عبرها، لكن لا نستطيع الإفصاح عنها كي لا نتيح للقائمين عليها تأمين المواقع وسد الثغرات. ما هي الآلية التي تعتمدون عليها في اختيار أهدافكم؟ ليست لدينا آلية معينة ولا نهتم بمدى تحصينها أو ضعفها، فكل موقع ينشر إشاعات وأكاذيب تضر بالوطن والمواطن هو هدف للمجموعة، وبإذن الله سنتمكن من تنفيذ أي هدف نضعه في أجندة أهدافنا. في حال عرضت عليكم جهة حكومية أو خاصة سعودية التعاون معها في تحصين مواقعها الإلكترونية، هل تقبلون بذلك؟ من الممكن أن نتطوع ونقدم لهم مساعدات بدون مقابل مادي خدمة للوطن، وهناك تجارب سابقة تجعلنا نتجنب الكشف عن هويتنا. اخترقتم عددا من حسابات المسؤولين على مواقع التواصل الاجتماعي، ووجهتم انتقادات لأدائهم، كيف وجدتم تعامل المسؤولين مع انتقاداتكم؟ لم نجد تجاوبا من معظم المسؤولين، وكانوا يرفضون الاستجابة للنقد، ما عدا رئيس هيئة السياحة والآثار، الأمير سلطان بن سلمان، الذي تقبل نقدنا بابتسامة. .. والقناة توجه مراسليها باستبدال أرقامهم كشفت مراسلات حصل عليها فريق "cyber of emotion" عدم مصداقية القناة المدعومة من إيران، والموالية للمرشد خامنئي، وفضحت طريقة عملها المشبوهة التي أشبه ما تكون بالعمل المخابراتي.وفي الوثائق التي حصل عليها الفريق رسالة تحمل توجيها لجميع مراسليها بالإسراع في تغيير أرقام هواتفهم بشكل فوري، وإبلاغ الإدارة بالأرقام الجديدة، إذ بعثت برسائل بريدية لمراسليها الذين اشتكوا من اختراق موقع القناة ونشر أسمائهم وأرقام هواتفهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كما تمكن الفريق من توجيه ضربة أخرى للقناة، إذ تمكن من اختراق الحساب البريدي الخاص بالقناة، وزود "الوطن" بنسخة من المراسلات، وقائمة بأسماء وأرقام جميع مراسليها التي احتوت على رقم بدون اسم لمراسل قناة العالم في المملكة، "تحتفظ الصحيفة بالأسماء والأرقام"، وممن راسلوا القناة محذرين ومشتكين، كان مراسل القناة باليمن الذي قال "كي تكونوا على اطلاع وصلني منذ الصباح عدد كبير من الاتصالات والرسائل من أرقام محلية وسعودية وعربية، بعد أن نشر أحدهم في تويتر وفيسبوك أرقام تلفوناتنا".