ما ان يوجد مثل هذا الوسم على تويتر حتى تتسابق جموع المغردين للمشاركة فيه بلا تثبت ولا تحقق، بل ولا خوف من محاسبة الله قبل محاسبة البشر! فهذا يؤيد! وهذا يهاجم! وهذا يطالب بالتحقيق! ومن تجرأ وطالب بالتحقق قبل التحقيق، وبالتثبت قبل الهجوم، شُنّت عليه تغريدات من أسماء حقيقية ومستعارة، لا تبقي ولا تذر تجعل الشجاع مع الضعيف يقول: ليتني سكت! وما ان يأتي الوسم الآخر #فضيحة_ ......وضع مكان النقط من شئت، حتى تجد من عارض فتعرض للهجوم بالأمس بلا سند ولا نصير، لا يملك إلا الحوقلة وعيب الزمان ومواقع التواصل، وما لهما عيب سوانا! فالوسم (الهاشتاق) في تويتر يحتاج إلى أحد ثلاثة حتى يكون الأكثر انتشاراً ومشاهدة: يبدأ بكلمة فضيحة، يتعرض لمسؤول أو جهة رسمية، وجود صورة أو مقطع حتى ولو لم يكن واضح المعالم! وحتى ننجو من هذه المعضلة التي تشوهنا دنيوياً وأخرويا، ومن ثم تقدم صورة سوداوية غير حقيقية عن بلدنا! كما تنشر الإحباط والتشاؤم لدى أبنائنا: نحتاج إلى تواجد رسمي جاد وليس شرفياً في تويتر، ففي تويتر حسابات رسمية نعم! ولكنها بالكاد تغرّد! وإن غرّدت فبصوت مبحوح وبآلية رتيبة لا تجذب متابعاً ولا تستطيع أن تواكب ما يريده متابعو تويتر منها! بينما وللأسف تجد من يدير الحساب الرسمي، يملك حساباً خاصاً نشطاً يجمع له المتابعين بكل وسيلة، وأحد هذه الوسائل أن يجعل الحساب الرسمي يتابع حسابه من ضمن حسابات قليلة مهمة! ليت الحسابات الحكومية تستفيد من حسابات القطاع الخاص، التي تطالب بالمعلومات وتحقق ثم تفنّد بل وتّسكت، وقد رأيت أحد المغردين يهاجم إحدى الشركات بأنهم مجموعة حرامية وأنهم قد ظلموه وأكلوا حقه، فكان رد حساب هذه الشركة مختصراً (الاسم، العنوان، الفرع الذي تعاملت معه.. وسنرد عليك) وبعد ساعات وإذا بالمغرد الحانق يغرّد بتغريدات يشكر فيها الشركة، وبأنه يتشرف أن يكون أحد عملائها! أيضاً على عقلاء تويتر مسؤولية كبرى بأن يصبروا على التوجيه والتوعية بخطورة هذه التصرفات، فكم فضح الثور الأبيض يوم أن سكت على فضح الثور الأسود ظلماً وعدواناً!